نأسف للإزعاج :بووانو يقّر بتعّثر مشاريع دشّنها الملك بمكناس .

بقلم :ذ – يوسف السوحي .

أكيد أن الخرجات الاعلامية والصحافية (الاذاعية والمكتوبة )لرئيس مجلس جماعة مكناس السيد عبد الله بووانو على قلّتها ،تكون محسوبة ومدروسة بشكل جيد،وتشكل للمكناسيين المتتبعين للشأن العام فرصة للتواصل ولو بشكل وجيز ،مع المسؤول الاول عن تدبير وتسيير جماعتهم ،وفضاء حقيقي لإختبار مدى قوة ايمان بووانو ومجلسه بالاختلاف وبالديمقراطية التشاركية ،والمحاسبة الادبية للساكنة ،ومناسبة هذا الحديث ،هي مأثاره السيد بووانو في لقاء إذاعي من ملفات ومشاكل اعتبرها من بين الاسباب الحقيقية والاساسية التي تعيق التنمية بالعاصمة الاسماعيلية ،وإن بدا كالشاهد على العصر،تارةمتنصلا من مسؤولية حزبه سواء في التسيير أو المعارضة منذ 2003إلى 2015) وتارة أخرى متحملا مسؤوليته كرئيس وبرلماني ،متحمسا لبرنامج تنمية جماعة مكناس،باعتباره الحد الادني و الوصفة السحرية التي شكلت محط اجماع مختلف الفرقاء والشركاء ،وبمقدورها معالجة أوجاع الساكنة مع ضعف البنيات التحتية الاساسية،في الصحة والتأهيل الحضري ،والرياضة والتنمية المحلية والبيئة …،لكن أخطر ما في الامر هو أن يصرح السيد عبد الله بووانو ،بفشل وتعثر 20 مشروع يدخل في إطار المشاريع المهيكلة للمدينة ،إما لأسباب ذاتية أو موضوعية ،وكذا بتوقف مشاريع دشنها جلالة الملك بالحاضرة الاسماعيلية ،وهي للأسف كثيرة (قرية الصانع ،حديقة باب بلقاري ،منتزه الرياض السوق الاسبوعي …) وأطلالها اليوم شاهدة على فساد بعض المسؤولين عنها،وتورطهم في صفقات مشبوهة ،ادت إلى إجهاض حلم المكناسيين في إخراج هذه المشاريع إلى أرض الواقع ،وإن كنا نقدّر جرأة السيد بووانو في التعاطي مع هذه الملفات،والكشف عنها وعن أسباب فشلها،وحجم الاموال التي أهدرت فيها،والرغبة في إيجاد حلول للمشاكل العالقة بها ،والخروج منهابأقل الاضرار ،لكننا في نفس الوقت ومن باب المسؤولية التاريخية نؤكد على أن سياسة أنصاف الحلول لن تجدي نفعا ،خصوصا وأن الاموال المهدورة في هذه المشاريع ليست بالقليلة وانعكاسات ديونها لازالت تثقل كاهل ميزانية الجماعة،بل وجل أصحابها والمسؤولين عن تدبيرها انداك لازالوا يمارسون مسؤوليتهم كاملة في تدبير وتسيير شؤون المدينة إما كرؤساء أو منتخبين او برلمانين أو أصحاب مقاولات …،كما ان الوقوف عند ويل للمصلين في هذه الملفات يفقد المعنى الصحيح للجزاء ،فالمجلس اليوم سيد نفسه،وعليه ان يتحمل المسؤولية الكاملة في المشاريع الملكية المتعثرة ،ويعرضها في دوراته للمناقشة والمكاشفة وايجاد حل لها وإيقاف النزيف ،وتخليص المكناسيين من لعنة الاشغال المتوقفة في العديد من المشاريع التي أصبحت ماركة مسجلة بمكناس .