نأسف للإزعاج :باحجي يواجه أزمة تنظيمية داخلية… بالرغم من تجاوزه لاختبار الميزانية بنجاح

قلم الناس .

بقلم ذ- يوسف السوحي

كشفت الجلسة الأولى للدورة العادية لشهر اكتوبر 2023 لمجلس جماعة مكناس المنعقدة يوم أمس الجمعة ،والتي ترأسها جواد باحجي وبحضور باشا المدينة،عن وجود إختلالات جوهرية في مستوى التركيبة الهندسية للأغلبية والمعارضة،وسجلت دورة الميزانية غياب صقور المعارضة أبرزهم د – عبد الله بووانو  عن حزب العدالة والتنمية وجواد الشامي عن حزب الاصالة والمعاصرة ،كما عرفت غياب عدد من المنتخبين التابعين لحزب الرئيس  -التجمع الوطني للأحرار – في مقدمتهم رئيس المجلس الاقليمي هشام القايد،الامر الذي يظهر عمق الازمة التنظيمية الصامنة داخل حزب الحمامة التي لازالت رقعتها تتسع للأسف الشديد سنة بعد سنة ،بل الأدهى والأمر  هو إنتقال صدى هذه الأزمة التي عزلت الرئيس باحجي عن محيطه الحزبي ودفعت بالتنظيمات والهياكل التجمعية المحلية إلى الدخول في اصطدامات مباشرة جعلت من الفضاء  الازرق “الفايسبوك” ساحة لها ،  في الايام الأخيرة ،ولعل إقدام عضو الاتحادية التجمعية ورئيس جمعية الحمامة عادل بلحاج القيادي السابق في شبيبة حزب أخنوش ،على ارتداء قميص يحمل عبارة ” رئيس جماعة مكناس إرحل ” دليل قاطع على حالة الاحتقان السياسي التي تعيشها التنسيقية بمكناس مع  رئيس الجماعة ، ويفسر  حالة التشرذم والضعف الذي يعيشه فريق حزب الحمامة داخل الاغلبية المسيرة لشؤون مجلس جماعة الحاضرة الاسماعيلية ،هذه الاغلبية الغير متجانسة إلى حدود دورة أكتوبر 2023 ،بحيث يلمس  المتتبع لأشغالها ،من خلال مداخلات عديدة لمجموعة من المنتخبين ونواب الرئيس ،وجود نبرة المعارضة وسياسة “تقطر الشمع ” على جواد باحجي،بلغة تحمل الوعد والوعيد ،وترسل العديد من الرسائل الرمزية والمكشوفة ضد عدد من المنتخبين ،تتهمهم بالرشوة والفساد المالي..

إن نجاح الرئيس جواد باحجي في تمرير مشروع ميزانية أكتوبر 2023 بأغلبية مقنعة ، وتحملّه لقوة النيران الصديقة ،وربحه رهان تجنّيب العاصمة الاسماعيلية سنة سياسية أخرى بيضاء،وتقويته لصبيب التوافق الذي انعّش مسيرة الاغلبية في التسيير..،لا يمكن أن يخفي عمق الازمة المركبة التي تعيشها مدينة مكناس والتي لا يتحمل مسؤوليتها بطبيعة الحال الرئيس باحجي لوحده  ،لكن يبقى حادث رفع عبارة “رئيس مجلس جماعة مكناس إرحل ”  في وجه جواد باحجي  ، من طرف مناضل تجمعي معروف ، لاول مرة في تاريخ الحاضرة الاسماعيلية  ، والتي تناقلتها مختلف الصفحات والمواقع الالكترونية الوطنية ، الشجرة التي تخفي الغابة و درس بليغ وإشارة سياسية يجب إلتقاطها بحكمة من طرف المسؤولين عن المطبخ السياسي بمكناس  ،بل يستوجب الوقوف عنده قلبلا ، لتقوية الجبهة الداخيلية ومعالجة أزمة التواصل الداخلي بالتنسيقية المحلية بمكناس ،وترميم ما يمكن ترميمه حتى لا يتحول هذا الحادث المعزول بدورة اكتوبر  إلى حركة تصحيحية تعيد عقارب الساعة التجمعية إلى الصفر ..