منتخبون بمكناس ..يرعدون ولا يمطرون

تلوح في سماء تذبير الشأن العام المحلي بالعاصمة الاسماعيلية منذ مدة ،غيوم كثيفة في الخطابات وضبابية في المواقف لبعض الاحزاب والكائنات السياسية ، فلا  تستطيع التمييز بين خطاب الاغلبية أو المعارضة ،ولا تسمح لك زاوية الرؤية في ابراز من يحمل سيفه للدفاع عن معاوية ومن قلبه مع علي ..،المهم بعد ثلاثة دورات دستورية عادية لمجلس جماعة مكناس،يتضح بأن  التركة كبيرة والإرث ثقيل جدا والأقنعة متعددة،بل إن هناك عدد كبير  من المستشارين جاؤوا للأسف الشديد إلى المجلس بسبب حادثة سير انتخابية يوم 8 شتنبر،وفصّلت لهم جلابيب أكبر من مقاصهم …،فإزدواجية الخطابات السياسية لبعض المنتخبين المنتهية صلاحيتهم أضحت مكشوفة ،ورائحة الابتزاز تفوح من ثيابهم ،والرغبة الجامحة في قضاء المصالح الشخصية لكبار المنتخبين واضحة وضوح الشمس في نهار جميل ، والانسياق وراء الجزئيات وتوافه الأمور والمزايدات المجانية والافلام الهيتشكوكية ،هي أبرز سمات السنة الأولى من عمر هذا المجلس القزحي المتعدد الألوان و المتضارب المصالح ،فمن العبث أن تتحدث بعض الفرق السياسية بالمجلس ،تقودها شخصيات معروفة لها ما لها وعليها ما عليها ،في جلسة دستورية عن شخص أو أشخاص له أو لهم علاقة بالرئيس،عوض مناقشة الأفكار وطرح البدائل وابتكار الحلول للمشاكل والعراقيل التنموية الحقيقية المتراكمة منذ عقود من الزمان ،ومن العيب الحديث عن ضعف جدول أعمال الدورة بعد عرضه على عامل الاقليم ومكتب المجلس واللجان الدائمة للمناقشة، وجل الفرق لم تساهم في انتاجه وتطعيمه بمقترحات اخرى ،وكيف تسمح بعض الكائنات الانتخابية لنفسها فرض سلطة الوصاية على المجلس،ومحاولة الالتفاف على الحقيقة المرة،لان مشاكل الانارة والحفر والفساد المستشري في جل الاقسام والمصالح …،هي من مخلفات المجالس السابقة ،وعلى السيد جواد باحجي تحمل المسؤولية في حلّها وفك طلاسيم صفقاتها وكشف أصحابها للرأي العام ،وتحديد المسؤوليات وربطها بالمحاسبة ،كما لا يحق للمعارضة الحديث باسم الشارع المكناسي ،والأغلبية التي اختارتها الساكنة لم تنجز بعد برنامج عملها الذي ستحاسب عليه بعد خمس سنوات من الان ،إنسجاما مع القانون التنظيمي 14 ـ 113 ،الأمر الذي يفسر كل هذا التهافت من أجل التستر على الحقيقة المرة ،واهدار الزمن السياسي للمكناسيين والمكناسيات،بكثرة نقاط “النظام” خلال كل دورة،والتي تتحول الى مداخلات وترهات ضدا على القانون والنظام الداخلي للمجلس،وفي الاخير وفي مشهد دراماتيكي يصادق ويصوت الجميع على النقاط ..

إن ما نلمسه اليوم  في دورات مجلس مكناس،من نفاق اجتماعي ومهاترات كلامية،ومزايدات سياسوية لبعض المنتخبين،يكشف حقيقتهم ،اولئك الذين ألفوا تغيير القبعات والاقنعة حسب المناسبة والظرفية و السباحة في الماء العكر والاصطياد في البرك والمستنقعات الاسنة ،ودفع ضعاف التجربة من المنتخبين ،إلى خوض معارك “دونكيشوتية” بالنيابة،فتاريخهم الاسود في تسيير وتدبير شؤون ومؤسسات الحاضرة الاسماعيلية،لا يمكن أن تخفيه مثل هذه الحركات البهلوانية والبطولات الورقية،التي يقومون بها قبل أي دورة  …ونعدكم بالعودة اليها وكشفها وتبيان اسرارها لاحقا .

إن ما يجري ويدور في الكواليس وصالونات السياسة  المكناسية،أكبر مما نشاهده خلال الدورات بقاعة قصر حمرية،تؤتتها مشاهد وتدخلات سياسية فنتازية،تاليها انسحابات فردية او جماعية بايقاعات فلكلورية “وبرباكندا “اعلامية متجاوزة،تطرح علينا العديد من الأسئلة من قبيل ،من المستفيذ من كل هذا ؟ومن هم المدبرون الحقيقيون لمثل هذه التصرفات ؟

إن الحديث بمناسبة او بغير مناسبة عن وجود السمسرة داخل أقسام ومصالح وصفقات الجماعة ،ليس أمر جديدا على دهاليزها،بل يشهد تاريخ المدينة عن تفاصيله ورموزه،التي لازالت الى اليوم تتحمل المسؤولية بداخله،أما الحديث عن وجود سمسار من خارج المجلس ،ومحاولة ربطه بعبد ضعيف لا يقدر على شيء ..،فهذا أمر لا يقبل به عاقل،ومحاولة مفضوحة للهروب الى الأمام ،لأن مفاتيح اللعبة يمتلكها كبار المنتخبين ،الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف،في مشروع تصميم التهيئة،والرخص الاستثنائية بقسم التعمير والأشغال والتذبير المفوض ..،أما الباقي يظل مجرد رويات من ألف ليلة وليلة…