حقيقة الإرهاب / إرهاب الحقيقة

تقودنا أحداث الإرهاب في عالم اليوم، وما يروج حولها من كتابات سياسية وتاريخية وعلمية، إلى أن الإرهاب المسكوت عنه هو إرهاب الدولة الذي فجرته الولايات المتحدة الأمريكية في القرن الماضي، وإرهاب الدولة الذي صنع من إسرائيل خلال القرن الماضي دولة إجرامية بامتياز، وهو ما جعل “الإرهاب” في عالما اليوم حقيقة أكيدة، تتبلور يوميا على أرض الواقع، ضمن ثلاثة مرتكزات:

أ/- استعمال هذا الصنف من الإرهاب كعنصر إستراتيجي في العمل السياسي للدولتين / أمريكا وإسرائيل، قبل ميلاد إرهاب “منظمات الإسلام السياسي” التي يعود وجودها إلى إستراتيجيات ودعم وتوجيه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

ب/- استعماله كعنصر إجرامي من أجل تحقيق أهداف معينة، أو من أجل بلوغ أهداف سياسية أو اقتصادية.

ج/- استعماله كمادة أساسية في السياسات الخارجية لأمريكا وأوروبا وإسرائيل، البعيدة والقريبة المدى، بطرق وأساليب مختلفة.

وتقودنا هذه الحقيقة إلى طبيعة العنف الذي استعمله “إرهاب الدولة” في أمريكا وإسرائيل، من أجل احتلال أراضي الغير، أو من أجل تثبيت الأنظمة المرغوب فيها، أو من أجل هضم حقوق الأفراد وعبوديتهم، وهي نفسها “الثقافة الإرهابية” التي قادت الحملات الاستعمارية في الماضي القريب، إلى إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي، والتي تغذت من ظروف قهر العرب والمسلمين والأفارقة، السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

وأكيد أن ثقافة العنف في أمريكا وإسرائيل قد كونت أرضية خصبة للإرهاب، الذي جرد الإنسان من إنسانيته وحوله إلى مجرد شيء لا قيمة له. وهذا التجريد هو نفسه الذي أسس لكل الجرائم والحروب التي مرت في القرن الماضي، إذ استعبدت الشعوب بالقوة واستغلت ثرواتها بالعنف، وكان العرب والمسلمين ضحية لها…ومازالوا كذلك…وهو ما يؤسس للجرائم التي يتنبأ بها المستقبليون للعالم في الألفية الثالثة.

hespress