هل ترشح بنكيران من أجل مصلحة المغرب أم مصلحة الحزب؟

  • الكاتب : لحسن اضرضور
  • بتاريخ : مايو 14, 2025 - 1:34 م
  • الزيارات : 448
  • قلم الناس

    في المشهد السياسي المغربي، تعود بعض الأسماء إلى الواجهة لا لأن الزمن ناداها، بل لأن الضجيج لا يهدأ إلا بصوت مألوف. عبد الإله بنكيران، الرجل الذي أثار الجدل طيلة فترة ولايته، يعود من جديد، لكن هذه المرة بخطاب حاد، صاخب، ومليء بالتلميحات والتحديات، ما يطرح سؤالًا صريحًا: هل هذه العودة من أجل مصلحة المغرب؟ أم من أجل مصلحة حزبه الذي فقد بريقه؟

     

    لقد عرف المغاربة بنكيران بخطابه القريب من الناس، وطريقته الساخرة التي تجمع بين التلقائية والمناورة. غير أن الزمن تغيّر، وتغيّرت معه أولويات البلاد، في وقت تحتاج فيه الساحة السياسية إلى خطاب عقلاني، جامع، وعملي، لا إلى منابر صاخبة تعيد إنتاج نفس الأساليب الشعبوية التي وُجهت لها الكثير من الانتقادات.

     

    تصريحات بنكيران الأخيرة لم تحمل جديدًا يُذكر، بل كانت أشبه بمحاولة يائسة لاسترجاع الأضواء. ركز فيها على مهاجمة خصومه، واستحضار أمجاد حزبه، دون تقديم رؤية واضحة لمستقبل البلاد. وهذا ما يجعل المتابع يتساءل: هل الرجل فعلاً عائد لخدمة الوطن؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه تحركًا لحشد الأنصار، وإعادة بعث حزب العدالة والتنمية من تحت رماد الهزيمة؟

     

    الوطن اليوم بحاجة إلى مشاريع لا إلى شعارات، إلى صراحة لا إلى صراخ، إلى سياسيين يؤمنون بأن مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، وليس إلى خطابات تُعزّز الانقسام وتُغذي الأوهام. فإن كان بنكيران عازمًا على الترشح، فعليه أن يقنعنا برؤية حقيقية، لا بخطاب متوتر يعود بالمغاربة إلى الوراء.

     

    في نهاية المطاف، وحدها الأفعال تثبت النوايا. والمغرب، كما يعرف بنكيران نفسه، لم يعد يحتمل المزيد من التجارب الفارغة.