من ‘المصرانة الزايدة’ إلى أزمة تواصل… هل عرّى الرمضاني فشل تدبير مكناس؟”

  • بتاريخ : مايو 14, 2025 - 3:41 م
  • الزيارات : 570
  • قلم الناس

    متابعة : محمد بنكبيرة

     

    تعيش مدينة مكناس في الآونة الأخيرة حالة من التوتر والارتباك على مستوى المشهد السياسي المحلي، بعد تصريحات الصحفي رضوان الرمضاني التي وصف فيها الوضع التنموي بالمدينة بمصطلح “المصرانة الزايدة”، في تشبيه ساخر يعكس ما اعتبره غيابًا واضحًا للتنمية والفعالية في التدبير المحلي.

     

    هذا الوصف، الذي أثار ردود فعل غاضبة، لم يرق لعدد من المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم كل من رئيس المجلس الإقليمي لمكناس هشام بلقايد، ورئيس جماعة مكناس عباس لومغاري، ورئيس جماعة مشور الستينية، حيث بادروا إلى إصدار بيان مشترك للرد على الرمضاني ومن ساندوه، في إشارة إلى الصحفي يونس دافقير والمحلل السياسي عمر الشرقاوي.

     

    البيان اعتبر وصف “المصرانة الزايدة” مهينًا ومفتقرًا للمهنية، وذهب إلى حد نعته بـ”التوصيف البهلواني”، محمّلاً ما قيل رزمة من “لغة التفاهة”. لكن المثير أن الرد لم يتناول جوهر الانتقاد أو يفنّده بأرقام أو معطيات تنموية، بل انصبّ على الدفاع الرمزي والعاطفي عن المدينة، وكأن الرمضاني وجّه طعنه إلى تاريخ مكناس ومجدها، في حين أن نقده كان منصبًا على حاضرها التنموي فقط.

     

    هذا النوع من التفاعل يعكس، بوضوح، هشاشة في التواصل المؤسساتي، وميلاً نحو ردود فعل عاطفية بدل الرد بلغة الأرقام والإنجازات. كما يُظهر نوعًا من التحسس المفرط من أي نقد إعلامي، وكأن الفاعلين المحليين غير معتادين على النقد الجاد والهادف.

     

    من المؤكد أن للإعلام دورًا رقابيًا مهمًا، يقوم على النقد البنّاء والموضوعي، وهو جزء من الدينامية الديمقراطية التي ينبغي أن يتقبلها المسؤولون بصدر رحب، لا أن يتحسسوا منها أو يحاولوا نزع الشرعية عنها.