بتاريخ : أبريل 9, 2022 - 1:38 م
الزيارات : 6
قلم الناس
بقلم : ذ ـ يوسف السوحي
يقول ابراهام لنكولن” عندما ينتزع الراعي عنزاً من بين براثن ذئب ، تعتبره العنز بطلا ، أما الذئاب فتعتبره ديكتاتورا”
لا يختلف اثنان داخل الشارع المكناسي عن فحوى كواليس الحملة الشرسة والمكشوفة التي يتعرض لها رئيس مجلس جماعة مكناس السيد جواد باحجي منذ انتخابه في 8 شتنبر الاخير، بشكل يثير أكثر من علامة استفهام حول أسباب نزولها وصنّاع محتوياتها والغاية منها ،تشويش مفضوح يأتي من الداخل والخارج ،وتتزعمه نخب سياسية اغتنت منذ سنوات على حساب المال العام ، لها سوابق سوداء في تذبير وتسيير الشأن العام المحلي للعاصمة الاسماعيلية وتخاف من فتح دفاترها ، وتوظّف لها للأسف الشديد إمكانيات مالية ضخمة وكائنات انتخابية وأبواق سياسية تفتقد للمصداقية و الموضوعية ، وتبدو في نظر العديد من الفعاليات المكناسية مجرد “كراكيز ” تحرّكها لوبيات سياسية واقتصادية واجتماعية ، اعتادت على التحكم عن بعد في رئيس المجلس وتحريكه في اتجاه خدمة وحماية مصالحها الشخصية ووفق أجندتها السياسية ،ومحاولة بيع وهم الاصلاح والفلاح للمكناسين والمكناسيات ، لأنه من العبث أن يتم التشويش على مجلس لازال لم يتوصل بعد بأول ميزانية في ولايته الانتخابية ، ولم يخرج بعد برنامج عمله لحيّز الوجود والذي سيحاسب عليه سياسيا حسب العقلاء في نهاية ولايته سنة 2027 وليس الان ، خصوصا وأن لوبي الافتراءات والاكاذيب والمزايدات السياسية ،يعلم علم اليقين أن ميزانية مجلس جماعة مكناس مهلهلة وجد ضعيفة مقارنة بفاس ـو طنجة … ،و لا تتعدى في أحسن الاحوال 39 مليار سنتيم ،تعاني من عجز كبير وصل إلى 19 مليار بسبب تداعيات جائحة كورونا وتهرب ” الحيتان الكبيرة “من اداء ما بذمتها ،وتدخل كبار المنتخبين في المراحل السابقة لحمايتهم والتستر عليهم..، بالإضافة إلى معضلة الباقي استخلاصه والمقدر بأكثر من 50 مليار سنتيم والذي ورثه هذا المجلس عن المجالس السابقة ،فالمواطن المكناسي المغلوب على أمره لم يعد يهتم كثيرا بهذه المزايدات المجانية خصوصا من بعض الكائنات الانتخابية التي يعرف ماضيها الاسود وانتهى للأسف الشديد تاريخ صلاحية خطاباتهم السياسية… ، بقدر ما يهمه أن يتحسن وضعه المعيشي، وأن يحصل على فرصة عمل تحفظ كرامته. .
وإذا كان البعض اليوم، يحاول عبثا جر ساكنة الحاضرة الاسماعيلية إلى جدال عقيم حول العديد من الاشاعات والأخبار الزائفة، للتغطية على فشلهم في المجالس السابقة في تحقيق حلم المكناسين في بنيات تحتية متطورة مثلها مثل المدن الكبرى ، لأن مزيداتهم بمستقبل الجماعة لا يعدوا أن يكون مجرد حق أريد به باطل، ولأن المنعطف الذي تمر به المدينة اليوم لا يسمح بهذا النقاش،
خصوصا أن هناك واقع انتخابي جديد بمكناس ،وخريطة سياسية مبلقنة أفرزت منتخبون ينتمون ل20 حزبا سياسيا، أغلبيتهم يشارك لأول مرة، مما يسهل على ” مسامر الميدة” توظيفهم وتحريكهم في كل الاتجاهات من أجل مصالحهم، بالإضافة إلى تجربتهم السياسية المتواضعة جدا إذ لم نقول منعدمة ،لكنهم في حقيقة الأمر نالوا ثقة الساكنة المكناسية حسب قواعد الديمقراطية المغربية ..،سواء اتفقنا معهم أو لم نتفق ،الامر الذي سيعقد من مأمورية الرئيس في الشهور الاولى من ولايته ، لأن القاسم الانتخابي أورثه هذه التشكيلة القزحية ،رغم سعيه الدائم في خلق انسجام بين اعضاء الأغلبية، وتأسيس جو الثقة بين مكوناتها ، لكن تدخلات النيران الصديقة وجشع بعض الصقور وعشقهم لكعكة التفويضات دفعهم إلى تجنيد بعض المستشارين للتشويش على مسار المجلس في كل دوراته وسعيهم الدائم لخلق البلبلة، وهدر الزمن السياسي المكناسي في نقاشات عقيمة..، بالإضافة إلى وجود واقع اقتصادي هش ما بعد كورونا نعيشه اليوم ،بإكراهاته ومطبّاته وعواقبه المتعددة ،يفرض على كل المنتخبين أغلبية ومعارضة، التجنّد لتجويد العرض السياسي للمجلس، وابتكار حلول للمشاكل الموضوعية والاكراهات الموروثة ،وتهيئ برنامج عمل للجماعة بشكل تشاركي، يتم تقاسمه مع القوى الحية للمجتمع المدني و أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين و المجالس المنتخبة إقليميا وجهويا قصد الترافع عليه، ومن شأنه توفير الحلول الناجعة للمشاكل والأعطاب التي تعيق التنمية بالعاصمة الاسماعيلية، والمساهمة في تطوير بنياتها التحتية ، والخروج من دائرة المؤامرة ،وخلق مشاريع عمرانية وتجارية وثقافية ورياضية تشكل قيمة مضافة للنسيج الاقتصادي للمدينة، وأي نقاش خارج هذا الإطار لن يفيد ساكنة مكناس في شيء ، وسيبقى خطاب هؤلاء المشوشون ماكرا لا يسمن ولا يغني من جوع…يتبع
إرسال تعليق