يوميات حصاد كورونا: مسيرات فاس وطنجة عنوانها …الجهل أكبر مصيبة .

بقلم :ذـ يوسف السوحي

يبدو أن بعض المغاربة لازالوا لم يستوعبوا بعد خطورة انتشار فيروس كورونا،ولم يفهموا أن هذه الجائحة كسرت شوكة أكبر الدول الاقتصادية عالميا كالصين وايطاليا  واسبانيا وانجلتر وايران وروسيا …،وبعثرت كل الخطط والسياسات الاجتماعية،وجعلت دول كإيطاليا واسبانيا تطلب المساعدات وشعوبها تعيش تحت رحمة هذا الفيروس ،فلا يعقل أن تبدل الدولة المغربية ملكا وحكومة وشعبا بكل أطيافه وتنوعه مجهودات جبارة لمكافحة كورونا،وهناك من لم يستطيع حتى الالتزام بشروط السلامة والبقاء في منزله ومغادرته إلاّ للضرورة ،ومن العبث أن تنزل للشارع بكل من طنجة وفاس،مسيرات لشرذمة جاهلة، تخاطر بنفسها وحياة المواطنين،وتقوّد مجهودات الدولة والمجتمع في مكافحة كورونا،كيفما كان الحال والسبب،خروج هذه المسيرات في حالة الطوارئ مخالف للقانون وللدين،ويجب محاسبة هؤلاء الجهلة والبحث في الايادي التي تحركها،فالمغاربة اليوم في حاجة إلى مبادرات عملية تقيهم شر هذا الوباء الفتاك،في حاجة الى مساهمات مالية،الى أفكار تعيد الامل للمحرومين والفقراء،وليسوا بحاجة الى مسيرات الجهل بالدين الاسلامي الحنيف ،الذي يعتبر حماية النفس ضرورة شرعية، ومن قتل النفس بغير حق من الجرائم التي يهتز لها عرش الرحمن، كما يجعل حرمة النفس المؤمنة أعظم من حرمة الكعبة المشرفة.

ويؤكد العلماء أن الشريعة الإسلامية تعتبر العدوان على النفس الإنسانية خروجاً عن حظيرة الإسلام، وأن العدوان على نفس واحدة بمثابة عدوان على البشرية جمعاء لا على نفس واحدة.
كما أشار العلماء إلى أن الإنسان مكرم من الله سبحانه وتعالى، وهذا التكريم لكل البشر بصرف النظر عن العقيدة أو الانتماء العرقي أو القبلي أو المكاني، وقد دعا الإسلام للحفاظ على الإنسان بوجه عام ورعايته في نفسه وعقله ودينه وماله وعرضه.

لهذا فلا يشرفنا كمغاربة ماقامت به هذه الشرذمة في فاس وطنجة بنزولها للشارع في هذا التوقيت وخرق حالة الطوارئ،واستغلال ليلة الاسراء والمعراج ،لتهديد المواطنين في أمنهم الصحي ،ويجب على صناع القرار الوقوف بشكل رسمي ضد هذه السلوكات وفتح تحقيق في النازلة والضرب بيد من حديد على أصحاب هذا السلوك الارعن.