نأسف للإزعاج :والي بنك المغرب يضع أصبعه على الجرح .

قلم الناس:

بقلم : ذ ـ يوسف السوحي

خلّف العرض  الغني والقيّم الذي تقدم به  والي بنك المغرب أمام اللجنة المالية بمجلس النواب، ارتياحا كبيرا في صفوف السادة النواب ،اغلبية ومعارضة، وأكدوا على رغبتهم في تكرار مثل هذه اللقاءات خلال الجلسة العامة ،لتعّم الاستفادة من المعطيات الدقيقة والحقائق الدامغة التي أغنت النقاش داخل الجلسة ،لقاء اجاب  من خلاله السيد عبد اللطيف الجوهري أحد الخبراء في مجال المال والابناك ومن الكفاءات الوطنية والدولية المشهود لهم بالنزاهة والمصداقية، عن العديد من الاسئلة التي تخص السياسة النقدية ببلادنا ،وكواليس تذبير جائحة كورونا،وأهداف المشاريع التمويلية لمكافحة الجائحة،وانعكاستها الانية والمستقبلية على الاقتصاد الوطني،ومشاكل المقاولات الصغرى والمتوسطة والعديد من الامور التي تخص الهندسة المالية للاقتصاد الوطني ،كما كشف السيد الجوهري في مداخلته القيمة،على العديد من المعطيات الخطيرة وعن الاعطاب التي تواجه التنمية والتقدم الاقتصادي لبلادنا، وفي مقدمتها رأس المال البشري وجودة المدبّرين والمسيرين سواء في المقاولات او المؤسسات العمومية والمنتخبة ، وتساءل بشكل اعتباطي عن مشكل الثقة الذي يطرحه السياسيون والمنتخبون وعموم المسؤولين ،سواء في الادارة أو في البرلمان أو في الشارع السياسي،وأجاب بشكل صريح، كيف يعقل ان يكتسب المستثمر الثقة في الاقتصاد الوطني،و المشهد السياسي الوطني يعرف تطاحنات وعدة تناقضات،بل هناك من السياسين  من لا يثقون فيما بينهم،وزير يخرج بتصريح والاخر ينفيه،وبالفعل هذا ما نلاحظه في الحكومة الحالية،بحيث نجد هناك غياب واضح للانسجام الحكومي،بل الادهى والامر أن هناك صراعات خفية وباستمرار بين بعض الوزراء في الحكومة الواحدة.

لا يختلف العقلاء على أن  فترات القوة والتقدم في التاريخ الاسلامي انما ولدت حين تزاوج عنصران: الاخلاص في الارادة، والصواب في التفكير والعمل.. فإن غاب أحدهما عن الاخر فلا فائدة من الجهود التي تبذل والتضحيات التي تقدم،ومن هذا المنطلق فإنه يمكن الجزم على أن عرض السيد والي بنك المغرب قد كشف المستور على العديد من الاعطاب التي أصابت قيّمنا ومنظومة تربيتنا كمغاربة،وانعكست للاسف الشديد على سلوكاتنا،بل أصبحت تهدد حاضرنا ومستقبلنا، ،وحمّل المسؤولية لكل المغاربة على اختلاف درجاتهم وتموقعاتهم الاجتماعية او الاقتصادية،في استرجاع الثقة في مختلف مناحي الحياة اليومية،لانه حسب اعنقادي  لم يعد من المقبول التفكير بشكل انفرادي حماية للمصالح الشخصية،او انطلاقا من نظرة حزبية ضيقة ،بل أصبح اليوم التفكير الجماعي في مصلحة المغرب كوطن يحتضننا جميعا،مطلب أساسي لارجعة فيه،واستحضار ارتباطاته الاقليمية والقارية والدولية أمر بديهي وحتمي،كما أنه ان الاوان الى الانتقال الى تفعيل ثقافة الواجب الوطني،والاخلاص في العمل والمسؤولية،سواء كانت صغيرة او كبيرة في خدمة الوطن،عوض المطالبة بالحقوق دون أداء الواجب،كما يجب علينا أن لا نضع البيض كلها في سلة واحدة ،فهناك العديد من القطاعات الوزارية التي استطاعت أن تتطور بشكل كبير ،وتبدي قدرتها على مواجهة الازمات خصوصا في زمن كورونا ،كما هو الحال بالنسبة للابناك والقطاع الفلاحي،والتجاري والصناعي …، كما يجب علينا ان نتعلم ثقافة المحاسبة حسب الحصيلة والتعاقد المبدئي،وان لا نصدر احكام قيمة في غياب الادلة والمعطيات،كما يجب علينا كمغاربة ان لا نبّخس المجهودات التي يبذلها صناع القرار سواء في الحكومة او في المؤسسات العمومية و البرلمان أو في المجالس المنتخبة،وأن لا نساهم في نشر ثقافة الاسفاف وعدم الثقة في الاحزاب السياسة  عموما وفي الفاعل السياسي أو النقابي…،لان التنقيص من عمل الوزير أو البرلماني او المنتخب بشكل عشوائي وعام ،يساهم بنسبة أكبر في فقدان الثقة لدى المواطن وبالتالي فقدان الثقة في الاصلاح والمستقبل،