مهرجان عيساوة ومجلس جماعة مكناس ..سوء الفهم الكبير

قلم الناس : متابعة

بقلم :ذ-يوسف السوحي

أثار اقتراح نقطة في جدول أعمال دورة ماي لمجلس جماعة مكناس،تتعلق بتقديم دعم مالي في حدود 150مليون سنتيم  لاحدى الجمعيات المنظمة لمهرجان عيساوة ، سخط على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي،ورفض غير مفهوم وغير مبرر لهذا الموقف  ،وزاد الطين بلة غياب توضيح من الجهات الوصية عن الموضوع،سواء من جانب الجمعية او من جانب القسم الثقافي للمجلس،لأن واقع الحال بالعاصمة الإسماعيلية لا يرتفع ،فساكنة مكناس تحتاج بكل تأكيد لمثل هذه المهرجانات الفنية والثقافية،التي تقدم التراث الحضاري والسياحي للمدينة ،بشكل فني راقي ،وتساهم في خلق رواج تجاري وسياحي وتحرك عجلة التنمية المتوقفة اصلا بالمدينة منذ سنوات ،ومن العبث أن يغيب مجلس جماعة مكناس عن المساهمة في تمويل ودعم مجموعة من المهرجانات والتظاهرات ،الهادفة الى خلق  الحركية الثقافية والرياضية والفنية بالمدينة ،لأن كل هذه المجالات من عمق إختصاصاته الدستورية،بل بالعكس فمبلغ150مليون سنتيم المقترح لدعم مهرجان احترافي ،اراه بحكم التجربة ،مبلغ لا يكفي ولا يمكن أن يؤدي رسالته التنموية والفنية المرجوة منه،لأن مهرجان كناوة بالصويرة ،ومهرجان الفنون الشعبية بمراكش،ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس..مثلا، ميزانياتهم تتجاوز النصف مليار ،وتتطور كل سنة ،لكن في المقابل يكون لها انعكاس واثار جد إيجابي ،على الموارد البشرية المستفيدة أولا ،وعلى الاستثمار السياحي الفنادق و المطاعم ثانيا ،وعلى البنيات التحتية التي تواكب خلق فضاءات ثقافية وتنمية تتماشى وتيمة المهرجان .

إن دور المهرجانات الاحترافية في خلق فرص  التنمية الإقتصادية والسياحية والاجتماعية بالمدينة لا يحتاج منا الى برهان ،بل يمكن ان تكون هذه المهرجانات بوصلة حقيقية للتنمية المستدامة ،مثل مهرجان أصيلة ،الذي أضحت بفضله المدينة تعرف عدد مرتفع من الزوار والسياح طيلة السنة،ومن أجله شهدت المدينة حزمة من الإصلاحات والبنيات التحتية الثقافية والفنية ،بل اصبح مهرجان أصيلة احد المهرجانات الاحترافية العالمية التي تشرف المملكة المغربية.

إن مجلس جماعة مكناس مطالب بتقديم الدعم المالي واللوجيستيكي لمختلف المهرجانات الاحترافية ،وللفرق الرياضية بمختلف فروعها وبغض النظر عن انتماءاتها،لان الشأن الثقافي والفني والرياضي ،يجب أن يبقى في معزل عن الصراعات السياسية والولاءات  الحزبية .