مشروع تصميم التهيئة بمكناس يولد قبل مشروع النموذج التنموي الجديد.

بقلم : ذ ـ يوسف السوحي

جدد جلالة الملك  الدعوة، في خطاب عيد العرش يوم 30 يوليو 2019، إلى مراجعة وتحيين النموذج التنموي الحالي، من خلال صياغة مشروع نموذج تنموي جديد يرقى إلى تطلعات وطموحات المغاربة ويحقق الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا.

وبهذه المناسبة دعا الملك إلى إحداث لجنة استشارية  مهمتها محددة في الزمن  من أجل بلورة نموذج تنموي جديد، تشمل  تركيبتها  “مختلف التخصصات المعرفية، والروافد الفكرية، من كفاءات وطنية في القطاعين العام والخاص، تتوفر فيها معايير الخبرة والتجرد، والقدرة على فهم نبض المجتمع وانتظاراته، واستحضار المصلحة الوطنية العليا”،وبالفعل تم تعيين السيد شكيب بن موسى على رأس هذه اللجنة ،وشرعت في عقد عدد من اللقاءات مع مختلف الجهات والمؤسسات المعنية بالموضوع ،كما قامت بالعديد من الزيارات الميدانية داخل وخارج الوطن،وبسبب الظرفية الوبائية العصيبة التي تمر منها البلاد، والتي حتمتها جائحة “كوفيد19”.علقت اللجنة الإستشارية المكلفة بإعداد النموذج التنموي الجديد، جميع أنشطتها، وأطلقت منصة إلكترونية باللغتين العربية، والفرنسية، فاتحة الباب أمام المواطنات، والمواطنين للتعبير عن آرائهم، وتقديم اقتراحاتهم حول معالم النموذج التنموي المنشود، لتشكل مقترحاتهم أحد الركائز الأساسية، التي ستمكن أعضاء اللجنة من استيعاب أفضل لإنتظارات المواطنين، وأخذها بعين الاعتبار في أفق صياغة تقريرها النهائي، الذي سيرفع إلى الملك محمد السادس، وذلك في أجل أقصاه بداية شهر يناير 2021.والذي سيأخذ بعين الاعتبار التوجهات الكبرى للإصلاحات “التي تم أو سيتم اعتمادها”، في عدد من القطاعات، كالتعليم والصحة، والفلاحة والاستثمار والنظام الضريبي،والتصاميم الجهوية لاعداد التراب ،ومن هنا وجب علينا أن نستحضر الخيط الرفيع الذي يربط مخطط التهيئة العمرانية بالتنمية المحلية والاقليمية والجهوية المنشودة،وعلاقته  بمشروع النموذج التنموي الجديد  عموما وبجهة فاس مكناس  على وجه الخصوص،لهذا فإن ساكنة مكناس تستغرب من محاولة الوكالة الحضرية من التسريع بتنزيل مشروع تصميم التهيئة قبل خروج مخطط التهيئة العمرانية لعمالة مكناس، وطرحه للمصادقة من طرف مجلس جماعة مكناس ،كما أنه في اطار سياسة التكامل والتناغم بين مختلف المؤهلات الاقتصادية والثقافية والرياضية والطبيعية والعمرانية..بهدف خلق نموذج تنموي محلي وإقليمي وجهوي قوي ومستمر ، يطرح المهتمين بالشأن العام المحلي بالعاصمة الاسماعيلية سؤال على السيد عبد الله بووانو عن كيفية ميلاد تصميم التهيئة قبل تنزيل مشروع النموذج التنموي الجديد ؟،وهل يستجيب له ؟على اعتبار أن هذا الاخير  أي مشروع النموذج التنموي الواقعي سيعكس متطلبات ساكنة جهة فاس مكناس، ويضع الخطط الاستراتيجية على المدى القريب والمتوسط والبعيد الكفيلة بتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي وعمراني ،بمختلف  الجماعات الترابية والأقاليم والعمالات المكونة للجهة.