“مرجان ” الزيتون يضع النظام البيئي في مولاي دريس زرهون  فوق صفيح ساخن.

قلم الناس : هيئة التحرير .

تعرف مدينة مولاي ادريس زرهون بالعاصمة الاسماعيلية  والجماعات القروية المجاورة لها ،بزراعة مساحات شاسعة بشجر الزيتون ، وزيت الزيتون المعروفة بجودتها،لكنها تطرح  إشكالية “مرجان” الزيتون أو ما يعرف بمادة المرج، وهي مادة سامة سائلة من مخلفات معاصر إستخراج زيت الزيتون، تشكل سبباً في تلوث المحيط البيئي على الصعيد المحلي، ولهذه المادة عدة أثار سلبية على مجاري وموارد المياه، بحيث تعتبر حسب الخبراء، من بين أخطر المواد التي تفقد المياه طبيعتها وتجعلها “ميتة” وتفقدها مقومات الحياة كما تفوق ب100 مرة آثار التلوث التي تخلفها المياه العادمة المترتبة عن الاستعمالات المنزلية بالوسط الحضري.

ويوجد بالجماعة عدد كبير من وحدة لإنتاج زيت الزيتون،  عصرية و  شبه عصرية، بالإضافة إلى  معصرات تقليدية، تم الترخيص لبعضها قبل صدور القوانين الخاصة بالبيئة، مما جعل مخلفاتها من مادة “المرجان”، مصدرا ملوثا لموارد المياه السطحية والجوفي، خاصة المعاصر التقليدية.

خلال السنوات الأخيرة أصبح الوضع البيئي بالجماعة يعرف اختلالا عما كان سائدا في الماضي، بحكم التغيرات المناخية، حيث ظهر جليا التأثير القوي للمادة الملوثة بالمجاري المائية، فتغير لونها، وأصبحت تهدد الجماعة بكارثة بيئية، وتهدد جودة المياه الجوفية، وكذا خصوبة التربة والمنتجات الزراعية.

أمام الوضع الكارثي والبيئي بالجماعة، تطالب هيئات المجتمع المدني بمولاي إدريس زرهون، أصحاب وحدات عصر الزيتون ، باحترام دفتر التحملات، وسجلنا عبر تصريحات العديد من المتضررين من ” مرجان الزيتون ” أن الأراضي الفلاحية تحولت إلى بركة سوداء داكنة بفعل ما ينفث فيها من مادة “المرجان” المنقول عبر روافد المجاري المائية، وتسجل هيئات المجتمع المدني بأسف شديد، سكوت كل الجهات على هذه الكارثة البيئية التي تهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات، بفعل التلوث الذي يؤثر بشكل مباشر على جودة المياه والفرشة المائية ويضع النظام البيئي في المنطقة فوق صفيح ساخن.