في الصميم :مرض كورونا يكشف تجار “اللهط والماسي”،ويوّحد المغاربة الشرفاء.

بقلم :ذـ يوسف السوحي

من حسنات المصائب والحروب والازمات المختلفة التي يتعرض لها البشر ،أنها تحمل في طيات نقمتها خيرا كثيرا، وتختبر بداخل الانسان العديد من القيم والمثل والمبادئ،كالوطنية الصادقة والتضامن مع الاخر،ونكران الذات …،وتكشف الوجه الحقيقي للشعوب والامم،وسبب نزول هذا الحديث ، هو ما تعرفه بلادنا هذه الايام بسبب فيروس كورونا،من هلع وخوف و”لهطة” في الاسواق واحتكار لبعض السلع وجشع بعض التجار ،وكأن العالم سينتهي بعد ايام ،في الوقت الذي واجهت فيه شعوب كالصينين الفيروس بحكمة وشجاعة،وابتكار وابداع للحلول ،وتضامن منقطع النظير ،وأظهروا للعالم أنهم في مستوى التحدي وقادرون على مساعدة الاخر ،ما يقع في الاسواق الكبرى في بلادنا من طرف تجار الازمة وبعض من يدعون الوطنية ،يحيلنا على منطق فاشي شعاره  “نفسي نفسي “ومن ورائي الطوفان،ويعلن هذا المشهد عن موت كل شعارات الدولة المواطنة وفشل كل المبادرات والمشاريع التي انتجتها الدولة لتكوين الانسان المواطن،بالرغم من كون الحكومة المغربية تسارع الزمن من أجل توفير مختلف الحلول لجميع المشاكل والاكراهات الاقتصادية والاجتماعية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا،وبالفعل تم تهيئ المستشفيات الاستقبال حاملي الفيروس،خلق خلية لمتابعة الاضرار الاقتصادية وضخ ميزانية ضخمة لمواكبتهم حسب بلاغ القصر الملكي ،تزويد الاسواق بمختلف السلع والبضائع،تتبع ومراقبة السلطات المحلية والمجالس المنتخبة للسلع والتلاعب في الاسعار،تعقيم مختلف وسائل النقل والساحات العمومية والاسواق ،اغلاق المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح ،ومنع التظاهرات والمهرجانات والمقابلات الرياضية …،كل هذه الاجرأت الهدف منها حماية المواطن والحد من انتشار الفيروس .كما عبرت جمعيات المجتمع  المدني الجادة ،عن وعيها واستعدادها  للانخراط في كل المبادرات الهادفة  للقضاء على الفيروس.

إن المواطن المغربي يجب عليه  أن ينسجم وينضبط لكل التعليمات الصادرة من الجهات المسؤولة ،ويتعامل معها ومع الفيروس بجدية،كما يجب عليه أن يتحلى بالجدية والمسؤولية ويتصدى للاشاعة وكل من يروجها ،و يعبّر عن وعيه ووطنيته بالتضامن والابتعاد عن اللهطة والهلع الغير مبرر،ف الفيروس سيتم القضاء عليه الاسواق مزودة بمختلف السلع ولمدة طويلة،وثمنها سينخفظ بحكم وقف التصدير هذه الايام  نحو الدول الاوربية