في الصميم :الدولة تحاول توفير كل المستلزمات ضد كورونا… لكنها عجزت عن تربية أبنائها

بقلم :ذ ـ يوسف السوحي .

حظي المغرب باعتراف وتنويه مختلف المؤسسات الدولية، بخصوص الاجراءات الادارية والسياسية التي اتخدها فور علمه بزحف جائحة كورونا نحوه سكانه،كما نوهت مختلف الجرائد والصحف العالمية بموقف الملك محمد السادس البطولي والشجاع،في صف شعبه معطيا الافضليه له على المال والاقتصاد،و بالنظر لضعف الاقتصادات العالمية الضخمة امام قوة وجبروت هذا الوباء ،خلق جلالته صندوق لتدبير الازمة بشكل سلس،وكان أول المساهمين من ماله الخاص وعبر مجموعته المالية ،  داعيا  كبار الاغنياء والتجار الى المساهمة بالمال من اجل الحرب على كورونا،كما حث مختلف المؤسسات والمقاولات والمجالس المنتخبة والجامعات والجمعيات والاشخاص …المساهمة بالقليل أو الكثير في هذه المحنة ،واستطاعت لجنة اليقظة ابتكار العديد من الاجراءات لتعويض المقاولات،والاشخاص والحاملين لبطاقة “راميد” والذين يعدّون بالملايين بالاضافة الى حملات التحسيس والتوعية والتعقيم وتوزيع القفة ،من طرف المحسنين والجمعيات والسياسين والسلطات المحلية ،وتم تجنيد الاطقم الطبية والتمريضية والدرك الملكي ورجال القوات المساعدة والقوات الملكية المسلحة والامن الوطني وجيش من المقدمين والقياد والباشوات والعمال والولاة …كل هذا لم يشفع للمملكة المغربية عند البعض من مواطنيها  الذين يخرقون قواعد وشروط الحجر الصحي ،بالفعل جائحة كورونا أظهرت لنا عيوبنا كشعب وعيوب بعض مؤسسات الدولة ،فبكل صدق هناك منا من تنقصه التربية والاحساس بالوطنيةخصوصا في هذه المرحلة الصعبة والحرجة ،ولا يعطي قيمة لوطنه ولا لمختلف الاجراءات المكلفة ماديا ومعنويا ،التي اتخدها المسؤولين عنه،هذا النوع من المواطنين،الرافض لحالة الطوارئ،والغير ملتزم بشروط الحجر الصحي،يتسكع في الازقة والشوارع بدون هدف،وغير مبالي بخطورة الوباء، وما يشكله خرقه للحجر الصحي من أخطار على اسرته وجيرانه واصدقائه ومجتمعه،هذا المواطن يجب أن نعترف جميعا بأنه عمل غير صالح ،كما قال رب العزة لنبيه نوح عليه السلام،وأن نقّر بأننا فشلنا في جعله مواطن صالح ينضبط للقانون ،فشل االتعليم في تعليمه أن حريته تنتهي عندما يمس بحرية الاخرين،وفشلت الاحزاب السياسية المغربية التي تتهافت على الدعم العمومي في تأطيره وتكوينه وجعله عنصرا مساهما وفاعلا في وطنه،بل بالعكس جعلته كائن انتخابي يبيع ضميره بمائتين درهم او اقل ،وفشلت الاسرة في تربيته على القيم الدينية،واولها طاعة اولى الامر ،وان قتل النفس مبدأ مقدس عند كل الديانات،ومحرم في الاسلام ،بل من قتل نفسا فهو كمن قتل الناس جميعا،فشل الاعلام في ايصال الرسائل لهذا المواطن وتثقيفه،وجعله مواطنا مسؤولا وفاعلا لا ككائن مفعول به وفيه ،لهذا فقد ان الاوان ان نقر أننا فشلنا جميعا في تربية هذا النوع من المغاربة الذي يتخد من الفايسبوك وسيلة للاستهزاء بكل هذه الاجراءات والامكانيات التي تم توفيره ليبقى في بيته،مواطن للاسف الشديد ضحية مجتمع،وينظبق عليه قول الشاعر عمر بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي :

لقد أسمعت لو ناديت حيا……..ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو نار نفخت بها أضاءت……..ولكن أنت تنفخ في رماد