رئاسة مجلس جماعة مكناس في مفترق الطرق ..

توحي مجموعة من المؤشرات السياسية والتنظيمية والإدارية،على وجود أزمة حقيقية داخل مكونات مجلس جماعة مكناس،قد تعصف بالأخضر واليابس بالمدينة،وتقضي على أمال الساكنة المكناسية المعقودة على الرئيس الجديد لهذه الولاية ،أبرز هذه المؤشرات حسب المتتبعين للشأن العام المحلي،نجد مؤشران إثنان أساسين :

أولهما :إنعدام الحد الأدنى من الإنسجام اللازم بين نواب الرئيس والأحزاب المكونة للأغلبية المسيرة بالمجلس،وهو الأمر الذي فجره مؤخرا سحب التفويض من النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الدستوري،بعد شهور من المفاوضات الطويلة والعسيرة،والتي انتهت للأسف الشديد بفك الارتباط بأحد أبرزالمنتخبين القياديين بحزب الحصان، ممن عمّروا طويلا داخل دواليب المجلس وواحد ممن يمتلكون  خيوط اللعبة ومفاتيح وأسرار العلبة السوداء لأقسام ومصالح مجلس جماعة مكناس ،الامر الذي سهل المأمورية على المعارضة في وجود بلقنة سياسية لعشرين حزب سياسي ،وجعلها تخلق نوع من البلبلة في مختلف دورات المجلس ،وساعدها في ذلك “التمرد السياسي على الرئيس “ومحاولة خلق نوع من البلوكاج الداخلي لشؤون الجماعة .

ثانيهما:الغياب الواضح والفاضح للدعم السياسي لرئيس المجلس سواء من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار بمكناس،أو من طرف المسؤولين المحليين عن التحالف الثلاثي للأحزاب المشكلة للحكومة،بل هناك ضرب من تحت الحزام وصراعات داخلية ،كشفت بعض ملامحها أشغال المؤتمر الجهوي للحزب،ومياه تجري من تحت جسر حزب الحمامة سيتضح صبيبها مع اقتراب الانتخابات التشريعية الجزئية بمكناس.

من خلال هذين المؤشرين يتضح لكل المتتبعين أن رئيس مجلس جماعة مكناس في مفترق الطرق ووضع لا يحسد عليه،لكونه يجد مقاومة ومعارضة ،داخلية وخارجية وبطرق مختلفة وغير بريئة ،وضغط مكثف من أجل دفعه إما  الرضوخ للأمر الواقع أو إلى تقديم طلب استقالته من المجلس ،وهنا يتساءل الشارع المكناسي عن أسباب هذا البلوكاج ؟وعن ماهية الأيادي الخفية التي تحركه؟ولماذا إجتمع الاعداء والأصدقاء على محاربة باحجي بالرغم من كونه وجه سياسي جديد ولازال لم يكمل سنته الاولى في ولايته الانتخابية  ؟

إن الاجابة على كل هذه الأسئلة تستوجب استحضار العديد من الأسباب التي تدفع ببعض كبار المنتخبيين وبعض اللوبيات الاقتصادية التي تستفيذ من حليب “بقرة” مجلس جماعة مكناس لسنوات طويلة ،سواء عن طريق الصفقات،أو عن طريق شركات التذبير المفوض،أو التجزئات …، إلى محاربة مجلس باحجي  ،لأسباب يعرفها كل المكناسيين والمكناسيات ،فهناك من يلوم الرجل بسبب علاقته المتميزة برئيس الحكومة ومصداقيته وكفاءته في مجاله وتخصصه ،ويربط إسم باحجي بالمعرض الفلاحي وما سيعرفه هذا الملف من متغيرات ومستجدات في الايام القليلة المقبلة ، وهناك من يخاف المساس بمصالحه الشخصية والاقتصادية  وعلاقتها بالجماعة،وهناك من يحاول حماية موقعه السياسي داخل الحزب ولا يرغب في تجديد النخب وتنوعها،وهناك من يربط دواعي هذا البلوكاج ،بخبايا الملفات السوداء وكواليس التدبير لبعض المنتخبين داخل الجماعة…