خرجات إعلامية بحمولات متناقضة …عنوانها مكناس تعيش سنوات الضياع

قلم الناس

بقلم : ذ ـ يوسف السوحي

كما كان منتظرا، علّق مجلس جماعة مكناس أشغال دورته العادية لشهر اكتوبر التي كان مقرر عقدها يوم الجمعة الفارط ، بعد تعذر الاتّفاق بين مكونات الأغلبيّة المسيرة حول تحديد سقف معين لمطالب النواب وبعض المنتخبين .،، وإيجاد صيغة مشتركة للإشتغال وحفظ ماء وجه صقور الأغلبية والمعارضة ،بعدما عجز حكماء العاصمة الاسماعيلية على فك طلاسيم هذا التنافر الحاصل بين الرئيس وبعض كبار المنتخبين ،وإيجاد الطريقة المثلى  لإدابت الجليد ،والشروع الفعلي في التدبير التشاركي الذي يعد فلسفة القانون المنظم للجماعات الترابية 113ـ14،وللأسف الشديد حضر جل المنتخبين للمقاهي المجاورة لقاعة الاجتماعات بالقصر البلدي بحمرية ،ولم يتمكن الرئيس باحجي من افتتاح الدورة لعدم إكتمال النصاب ،وذلك بحضور 9 منتخبين من أصل 61 ،الامر الذي علّق عليه بعض المتتبعين للشأن المحلي بمكناس ،”بزمن التيه “الذي أصاب النخب المسيرة للمدينة،وعنوان فاضح لكيفية إهدار الزمن السياسي بالجماعة،بالفعل حضر الكل وغاب الجميع ،وحملت اللفتات التي رفعها بعض المواطنين كل المعاني والاسئلة التي تؤرق بال الساكنة المكناسية ،لكن إصرار الرئيس باحجي على الخروج الاعلامي بشكل عشوائي في الزمان الخطأ والمكان الخطأ، وعقده لندوة صحافية على عجل ، لم تحمل أي جديد للساكنة … ،ندوة أراد من خلالها الرئيس تفسير مواقف وأمور هو غير مطالب بتفسيرها ،بل تعني  الاغلبية  الممتنعة عن حضور الدورة العادية لشهر أكتوبر ،ومحاولة اجترار كل ما قيل حول عملية البلوكاج السياسي الذي يعرفه المجلس ،والسير العادي لشؤون المدينة ،والهروب عن كشف الحقيقة وتسمية الاسماء بمسمياتها،والاكتفاء بلغة الاشارة وتصريف النعوت عن طريق أشخاص يتحدثون من حيث لا يريدون ..،كرد فعل سلبي في نظره على مؤامرة عدم اكتمال النصاب المعلنة والمرتب لها قبل انعقاد الدورة بأسابيع  ،للأسف الشديد قابل هذا السلوك ،رد فعل سلبي أخر  من طرف أحد مكونات المعارضة حاليا بالمجلس ، إذ لم نقل أبرز أظلاعها الأساسين الذي إنزوى في صفوف المعارضة مرغما أخاك لا بطل ،بشكل غير مفهوم ،لكونه يعد استثناءا على المستوى الوطني في التحالف الحكومي الثلاثي ،وأقصد هنا عضو مجلس النواب وعضو مجلس جهة فاس مكناس،  السيد جواد الشامي عن حزب الاصالة والمعاصرة ، الذي بعث من خلال خرجته الاعلامية المرتجلة ،والتي حاول أن يقول فيها كل شيء لكن للأسف الشديد سقط في الشخصنة و إعادة روايات بعض الأحداث والتركيز على بعض الأشخاص لا يغنون ولا يسمنون من جوع ،ولا دخل لهم في “اليلوكاج “،كما بعث ببعص الرسائل المشفرة لكل من يهمهم أمر حزب الحمامة وقيادته المحلية والمركزية ،وتم تبرير عدم الحضور في أشغال الدورة بطرحه لقضايا تخص بعض الاسئلة التي لم يجيب عنها الرئيس وعدم تواصله مع مكونات المجلس.

خرجات إعلامية غير مرتبة هي سيف ذو حدين ،وعقد ندوتين صحافيتين في نفس الوقت،بحمولتين مختلفتين ،لم تجيب للأسف الشديد عن هموم وحاجيات الساكنة المكناسية ،ولم تطرح بدائل حقيقية وواقعية لحل الازمة المفتعلة في صفوف الاغلبية وبين المعارضة ،ولم تكشف عن السبب الحقيقي وراء كل هذه العراقيل والمطبات التي يعرفها مجلس جماعة مكناس ،بل إكتفى أبطالها بمناقشة الاشخاص والاحداث ،ولم يرتقيا لمناقشة الأفكار ،وإن كان الأمر بالنسبة للساكنة واضحا ولا يحتاج إلى تبرير الموقفين ،فغياب مشاريع مهيكلة للمدينة ،وإهدار سنة من عمر المجلس في الحرب الكلامية ،وتجيش بعض الفايسبوكين  وبعض الجمعويين  من كلا الطرفين ،هو نوع من العبث يجب تركه ،واختلاف الرؤى وتدافع المصالح يجب أن لا يوقف عجلة التنمية بالعاصمة الاسماعيلية ،حتى لا تعيش مكناس سنوات إضافية من الضّياع والبؤس ،لأن التدبير والتسيير داخل مجلس جماعة مكناس هو مسؤولية نتقاسمها جميعا ،كل من موقعه سواء تعلق الامر بالسلطة الترابية ،أوالسلطة المنتخبة  أغلبية ومعارضة ،ورجال الصحافة والاعلام ،ومكونات المجتمع المدني والفعاليات الاقتصادي والساكنة المكناسية …يتبع