حكاية كشك علال :أسر مهددة في مصدر دخلها الوحيد…ومهنين يرفضون القرار.

يتذكر المكناسين والمكناسيات جيدا حصيلة المجلس البلدي لمدينة مكناس لسنة 1983 ،والذي قاده أنذاك حزب الاتحاد الاشتراكي بمعية حزب الاستقلال،ويفتخرون بالبنيات التحتية المنجزة أنداك ” المحطة الطرقية ،مسبح السلم …،ويتحسرون اليوم على فقدان منجزاتها الثقافية “الأسبوع الثقافي،والمعرض السنوي،والمسرح…،وكذا المبادرات الاجتماعية التي لازالت بصماتها شاهدة على ذلك الزمان ،ومن بينها منح العديد من الاكشاك في مجموعة من الفضاءات بحمرية وغيرها،ومن بين هذه الاكشاك كشك “علال” اليوم بشارع ابن خلدون زنقة مليلية بالمدينة الجديدة،يقول أحد قدماء سماسرة بيع السيارات المستعملة {ك.م }،كشاهد على هذه الحقبة من تاريخ العاصمة الاسماعيلية أنه”منذ سنة 1971 وهذه المنطقة تفتقد للأشجار وكانت مهجورة،بل تبعث على الخوف،وبناء هذا الكشك يعود لسنة 1988،أعرف صاحبه ،كان جندي متقاعد ..،بحكم ممارستي لمهنة سمسار لبيع السيارات المستعملة منذأزيد من اربعين سنة،في هذا الفضاء الذي يحج اليه كل المكناسين بل كل المغاربة من كل انحاء البلاد لبيع أو شراء سيارة مستعملة،يمكنني التأكيد لجريدتكم أنني أجد اليوم في كشك علال ،الملاذ الوحيد الذي أقضي به كل وقتي في انتظار فرصة بيع أو شراء،كشك لبيع المأكولات الخفيفة بأثمنة جد مناسبة،و يتوفر على مرحاض ..،إننا كسماسرة نعتبره فضاء لنادي أو جمعية نجتمع فيه،بل أضاف رونق وجمالية للساحة ولزنقة ابن خلدون ،وبالتالي فإن عمر هذا الكشك فاق 30 سنة وأصبح جزء من الذاكرة المكناسية ،هذا وأجمع العديد من السماسرة {ش.م} و{ح.ع}و{م.ح} على أهمية هذا الكشك في حياتهم اليومية،وقيمته الاعتبارية بالنسبة لهم…،بالاضافة إلى أنه يشكل لاصحاب سيارة نقل البضائع المتواجدين بهذا الشارع، متنفس لقضاء حاجياتهم البيلوجية والطبيعية،وفي هذا الصدد يؤكد كل من الشاب {م.ي} و{ح.ج}و{ز.ب} ..” على ان هذا الكشك مكان يوقينا الحر والقر،و يوفر وجبات خفيفة شعبية وجيدة،بأثمنة مناسبة تراعي الوضعية الاجتماعية لاصحاب الهوندات،كما نستفيذ من المرحاض وكل ما نحتاجه”.

إن حكاية كشك “علال”الذي يريد مجلس جماعة مكناس تفكيكه اليوم بحجة احتلال الملك العمومي ،أصبح جزء من تاريخ الحاضرة الاسماعيلية،ومتنفس يوفر العديد من الحاجيات لفئات اجتماعية بسيطة {السماسرة،أصحاب الهوندات..} عجزت عن توفيرها الجماعة،كما ان هذا الكشك الذي يتوفر صاحبه على رخصة ويؤدي مجموعة من الضرائب والرسومات الجماعية ، أضحى يضفي جمالية معمارية تتماهى وما تم انجازه من أشغال بالشوارع المجاورة،كما ان صاحبه يسهر على نظافة الساحة وغرس الاشجار وجلب طير الحمام إلى الساحة المقابلة له بإمكانياته الذاتية،ويسهر على إطعامه..، ليضفي جمالية أخرى لشارع الجيش الملكي،الذي أصبح محج العديد من الاسر المكناسية،فلا يعقل ان يجازي مجلس الجماعة هذا المواطن الذي يساهم في التنمية من خلال تأديته للضرائب بقرار مزاجي يدعو لتفكيك هذا الكشك ،الذي يعتبرمصدر دخل قار لأزيد من 8 أسر،بالاضافة الى الحارس ،وفي هذا الصدد يؤكد كل من{ع.ع}نادل على” ان هذا الكشك هو مصدر رزقنا ،نشتغل فيه منذ سنوات في ظروف جيدة”و{ف.ز}نادلة ،متزوجة ولها أبناء على أن “وفر لي صاحب هذا الكشك فرصة عمل ،أستطيع من خلالها توفير المال للمأكل والكراء …،هذا الفضاء يعتبر متنفس لمجموعة من الزبائن ” وأضافت {ف.م} نادلة ،المستوى الدراسي الاعدادي ،أشتغل بكشك باعلال ،لإعالة الوالدين وكنصرف على نفسي “كما تؤكد السيدة {ح.ك}مكلفة بالنظافة متزوجة ولها أبناء تؤكد على أن هذا الكشك يوفر لها فرصة عمل في ظل هذه الازمة الخانقة ،ويوفر لها كل ماتحتاجه .وتضيف السيدة {خ.ك} أم لسبعة أبناء وزوجة صاحب الكشك ،الجندي المتقاعد الذي أفنى زهرة عمره 30 سنة في الدفاع على وحدة الوطن وسلامة أراضيه ،وهي مكلفة بالتسيير داخل هذا الكشك وتسهر إلى جانب الطباخة {ف.ع} على توفير المأكولات الخفيفية وكل ما يحتاجه الزبائن ،”أن هذا الكشك هو المعيل الوحيد لي ولزوجي أبنائي ،وكل هؤلاء المستخدمين والحارس،نشتغل ونعيش كعائلة واحدة،بالرغم من الازمة نحاول مساعدة بعضنا البعض ،وتوفير فرص عمل للشباب،استثمر زوجي كل ما نملك في هذا الكشك ،ليوفر لنا فرصة عمل نستطيع من خلالها تلبية حاجياتنا اليومية”.

إن حكاية كشك “علال” بالعاصمة الاسماعيلية تلخصها شهادة الحارس الليلي {أ.ت} متزوج له أبناء،مريض مرض مزمن ،الذي أكد فيها على أن هذا الكشك يوفر له دخل مادي يعينه على تربية ودراسة أبنائه،وتوفير الدواء لمرض السكري،كما أن صاحب هذا الكشك رجل وطني غيور على مدينته ووطنه،يرجع له الفضل في غرس العديد من الاشجار وجلب طير الحمام للساحة …يتبع