تقارير تتحدث عن تراجع الخصوبة في المغرب

  • بتاريخ : يوليو 11, 2025 - 12:37 م
  • الزيارات : 183
  • قلم الناس
    م.الرحموني

    كشف تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، أن 47% من المغاربة المستجوبين أن العوائق المالية تمنعهم من إنجاب العدد الذي يرغبون فيه من الأطفال. هذا المعطى ورد ضمن دراسة دولية شملت 14 دولة تمثل 37% من سكان العالم، وتمت مناقشتها مؤخرا بمقر المندوبية السامية للتخطيط بالرباط.

    وقد سلط التقرير الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في انخفاض معدلات الخصوبة بالمغرب، في حين تراجعت الأسباب الصحية إلى مرتبة ثانوية.

    ففقط 4% من المشاركين المغاربة أشاروا إلى ضعف الولوج إلى الرعاية الصحية كسبب لعدم الإنجاب، و10% تحدثوا عن مشاكل في الخصوبة، بينما أرجع 19% السبب إلى الأمراض المزمنة أو الحالة الصحية العامة. كما اعتبر 20% أن السكن يشكل عائقا بسبب ضيقه أو غلاء الإيجارات، فيما ألقى 15% باللوم على البطالة والهشاشة الاقتصادية.

    بمعنى آخر، أصبح إنجاب طفل بمثابة قرار مالي دقيق، مرهون بتكاليف الحليب والحفاضات ومصاريف التمدرس، الأبوة تحولت إلى معادلة حسابية، لكن ما يغفله التقرير هو أن واقع “المغرب العميق” يبدو بعيدا تماما عن هذه الحسابات الدقيقة. فبجولة بسيطة في أحياء مثل سلا، يعقوب المنصور، حي الإنبعاث أو تيكوين، يتضح أن المناطق الأكثر هشاشة هي أيضا الأكثر خصوبة.

    في هذه المناطق حيث الدخل لا يكاد يبلغ عتبة الكرامة، تكتظ عربات الأطفال في الأزقة، والمدارس مكتظة بالصغار وحقائبهم المهترئة، ويكفي التذكير بأن الأحياء الراقية والمتوسطة هي الوحيدة التي تعرف تراجعا في معدلات الولادة، في حين أن الفقر، في مفارقة يصعب تفسيرها حتى على خبراء الأمم المتحدة، يبدو وكأنه يتماشى مع الخصوبة.

    مؤشر آخر لافت: 33% من المغاربة يقولون إنهم لم يتمكنوا من الولوج إلى خدمات الصحة الإنجابية، مقارنة بـ10% فقط في ألمانيا. ومع ذلك، فليس غياب حبوب منع الحمل أو تدني جودة العيادات الخاصة هو ما يحد من الحمل في الدواوير أو المناطق الهامشية، بل رؤية ثقافية ودينية راسخة تعتبر أن “الولد بركة”، وأن “الرزق يجي مع المولود”.

    لذلك، في الوقت الذي يتحدث فيه خبراء الأمم المتحدة عن الطفل كـ”كلفة”، ترى فيه الأسر المغربية البسيطة “هبة من الله”. فالمال لا يصنع الأطفال، على الأقل ليس في درب السلطان، ولا في حي المحمدي، ولا في أزقة سلا الضيقة والمزدحمة.