إلى من يهمهم الأمر …الاستثمار في الإعلام الجهوي هو الحل

قلم الناس

بقلم: ذ ـ يوسف السوحي

أسعد الله صباحكم معالي وزير الثقافة والشباب والتواصل،لقد إنتظرنا  طويلا مروركم في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين،لمناقشة مستقبل مهنة المتاعب ،والغوص في الاشكالات القانونية والتنظيمية ولوجيستيكية التي تغرق فيها المقاولات الاعلامية ،خصوصا بعد جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم ،و أكدتم في مداخلتكم على  أن الدعم الذي خصص للصحافة في قانون المالية السابق كان هو 35 مليون درهم ، متسائلاً :”واش 35 مليون كافية باش نتجاوبو مع التحديات المنتظرة من الصحافيين؟”.وهو استنتاج منطقي ،يوضح قناعتكم بضعف الدعم العمومي المقدم للمقاولات الاعلامية بمختلف جهات المملكة،والذي لا يمكنه الاجابة عن الحاجيات المتعددة لها،ولا يمكّن المقاولات الصحفية  من لعب الأدوار المنوطة بها ،سواء على مستوى الاخبار أو التثقيف او مواكبة تنزيل الاوراش الوطنية الكبرى ،المتعلقة ببناء المسار الديمقراطي الذي تعرفه بلادنا منذ التصويت على دستور 2011 ،وبالتنزيل الواقعي والموضوعي للنموذج التنموي الجديد،هذا النموذج الذي يتطلب وجوبا وجود إعلام جهوي مؤهل ومنظم داخل إطار يضم أكبر عدد من المنشأت الصحفية ،يعزز مبدأ التعددية والديمقراطية التشاركية في تدبير وتسيير الشان العام المحلي ،إعلام يواكب ويتابع و يدافع عن الهوية المغربية ،وخصوصية كل جهة ،ويدافع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية ،سواء تعلق الأمر بجهة الشرق أو جهة الشمال أو بملف الصحراء المغربية.

معالي الوزير :

لقد أكدتم في كلمتكم على أن النقاش مع مختلف الفاعلين والمهنيين المعنيين بقطاع الاعلام و الصحافة والنشر،أفضى إلى  أن التحدي اليوم هو الإستثمار في مجال الإعلام ، وذلك عبر الانتقال من الدعم العادي الكلاسيكي إلى الإستثمار في “الميديا” ليلعب دوره في الداخل و الخارج،وهو قرار نحترمه ونثمنه ،لكن شريطة أولا الحفاظ على المبادئ الدستورية المتعلقة بالتعددية والحرية والديمقراطية التشاركية ،و اللاتركيز أو اللاتمركز الإداري كآلية للانتقال من المركزية الى اللامركزية لكونها خيارا استراتيجيا للدولة لا رجعة فيه، و ذلك في أفق تحقيق التنزيل الكامل و الشامل للجهوية المتقدم . ثانيا الحفاظ على المكتسبات السابقة في دعم المقاولات الاعلامية الجهوية،وتأهيلها للقيام بأدوارها الاقتصادية والاعلامية والاجتماعية ..،ثالثا تقييم تجربة الدعم السابقة والتي صرفت فيها ملايير الدراهم خصوصا في قطاع السمعي البصري{الشركة الوطنية للإذاعة والتقلزة المغربية ،القناة الثانية،ميدا تيفي..}والوقوف عند نقط القوة و الضعف،وتنزيل برنامج اصلاح حقيقي شامل لهذا القطاع ،يؤمن بالكفاءة والمردودية ،وينتصر للثقافة والهوية المغربية