قلم الناس
متابعة : محمد بنكبيرة
في مشهد لن يُمحى من ذاكرة جماهير كرة القدم، التُقطت صورة للمدرب الألماني هانسي فليك وهو ينتظر القطار متأمّلًا، قبل بداية موسم وصفه البعض بـ”التحدي المستحيل”. يومها لم يكن أحد يتوقع أن هذه الصورة ستتحوّل إلى رمز لانطلاقة مجيدة، ختمها فليك برفع لقب الدوري الإسباني مع برشلونة.
جاء فليك إلى برشلونة وسط أجواء من الترقب والشك، في وقت كان فيه الفريق يعاني من التذبذب الفني وتراجع النتائج. لم يكن توقيعه عقد تدريب البلوغرانا حدثًا ضخمًا، بل تم دون ضجيج، وكأن القدر أراد له أن يبدأ في الظل، ليصنع الضوء لاحقًا.
عمل فليك على إعادة تنظيم الفريق، مزج بين شباب “لاماسيا” وخبرة النجوم الكبار، وفرض أسلوبه الألماني القائم على الانضباط العالي والضغط المتواصل. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، لكنه تمكن من قلب الموازين، محولًا برشلونة من فريق فاقد للهوية إلى آلة انتصارات لا تهدأ.
بدا أن برشلونة بات فريقًا لا يُقهر، يفرض هيبته داخل وخارج الكامب نو ، انتصارات متتالية و هيمنة واضحة على كبار اسبانيا ، و بعد هَزمِ ” اسبانيول” في عقر دارها بهدفين لصفر معلنًا تتويج الفريق بلقب “لا ليغا”، عاد الجميع إلى تلك الصورة الأولى فليك في محطة القطار، وحيدًا، حاملاً حقيبته وآماله، متجهًا إلى مستقبل كتبه بيده على ملاعب إسبانيا .
يُنظر إلى فليك كأكثر من مجرد مدرب. هو قصة نجاح، ومثال على أن التواضع والبداية الصامتة قد تكون بداية المجد. محطة القطار لم تكن وجهته… بل كانت نقطة انطلاق لرحلة خلدت اسمه في سجل العظماء في كتالونيا.
إرسال تعليق