نقطة نظام : المدينة العتيقة بمكناس .. تعيش على ايقاع الاهمال وضياع فرص التنمية

  • بتاريخ : أكتوبر 28, 2024 - 1:34 م
  • الزيارات : 41
  • قلم الناس: مكناس

    إعداد: أميرة .س

    يكفي أن تقوم بجولة سريعة في بعض المدن المغربية التاريخية لتكتشف طابعها السحري والمدهش الذي تتميز به، ففي قلب  هذه المدن العتيقة، وخلف اسوار حمراء عالية، هناك كنوز تغوص بكم في تاريخ المغرب الأصيل، تنبض الأحياء القديمة بسكانها الذين ينقلون معرفتهم من جيل إلى جيل، وتندرج مدن  مكناس وفاس والرباط وتطوان والصويرة ومراكش.. مثلا ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

    وتعتبر مدينة مكناس،إحدى المدن السلطانية بالمملكة الشريفة ،ومن أعرق المدن المغربية وأشهرها، كما تعتبر تطوان والصويرة والرباط من أبرز المدن المغربية التي تستحق الزيارة “إمبريالية”، ساحلية أو واقعة على منحدرات الجبال، سوف تتيح لك السفر عبر الزمن،لكن للأسف الشديد ومع تأخر مشروع تثمين العاصمة الاسماعيلية مكناس ،تتعثر معه منظومة التنمية بالمدينة،فالزائر للمدينة العتيقة عوض أن يستمتع  بالألوان الزاهية والهندسة المعمارية والحرف التقليدية،التي تملئ فضاءات عديدة بقبة السوق والنجارين ..،نجد أن ركام الاتربة و المنازل الايلة للسقوط وإغلاق عدد من “الفندق ” و البزرات والازقة بسبب الترميم الذي طال أمده ،كما أن أحيائها التي كانت تزخر جدرانها بفسيفساء خلابة وزخارف دقيقة في تصميمات هندسية ترسخت رغم مرور الزمن لتحكي قصة السلالات المغربية المتعاقبة،عرفت اليوم حجما كبيرا من التهميش و الاوساخ والازبال ورمي القذورات..،بشكل يدعو للأسف على الزمن الجميل

    هذه المدينة التي أسسها المولى اسماعيل، لا تضم فقط العديد من القصور، والقصبات والابواب..، ولكن أيضًا أقدم المدارس والاسواق..، و كان يتيح التجول بين أزقتها قديما  لذة التمتع بأدق التفاصيل المعمارية والحرف اليدوية التقليدية، لكن السائح اليوم أضحى يجد صعوبة للوصول إليها ،بسبب غياب علامات التشوير ،وضعف  الانارة والنظافة  وبالفضاءات المحيطة بها،كما أن غياب  المرافق الصحية وفنادق مصنفة ومطاعم نظيفة وممرات سياحية بالمدينة العتيقة..،يزيد للأسف الشديد من محنة ومعاناة السياح .

    إن واقع المدينة العتيقة بالعاصمة الاسماعيلية لا يرتفع ،ويسائل الجميع بما فيهم الساكنة ،لكن المسؤولية الكبرى يتحملها المجلس الجماعي بمكناس ،الذي تأخر كثيرا في ترميم وتأهيل وتثمين المدينة العتيقة ،ومراقبة دور الضيافة والمطاعم والترخيص لاصحابها،بالاضافة إلى أن مسؤولية المجلس الاقليمي للسياحة ثابتة ،والذي لم ينجح في خلق جسور الترويج لتاريخ ومؤهلات المدينة السلطانية ولم يفلح في خلق استثمارات كبرى بالمدينة العتيقة .