نأسف للإزعاج :سقوط أقنعة أحزاب الأغلبية بمكناس.. والساكنة تعيش حالة من الترقب

قلم الناس : نأسف للإزعاج

بقلم : ذ – يوسف السوحي

يعيش الشارع السياسي بالعاصمة الاسماعيلية هذه الأيام حالة من الترقب ،بخصوص ما سيقرره رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش بعد عودته من الخارج،بخصوص حالة البلوكاج التي يعرفها مجلس جماعة مكناس،بعد توقيع 54 عضو منتخب من أصل 61 ،من ضمنهم منتخبين  عن حزب الحمامة ،يطالبون بإقالة الرئيس المهندس باحجي  وتفعيل المادة70 من القانون التنظيمي 113-14 …،إلى هنا يبدوا أن الأمر عاديا ويدخل ضمن التمارين الديمقراطية التي يعرفها البناء المؤسساتي الدستوري في المغرب الحديث ،لكن الأمر الذي لم يستسيغه المتابعون للشأن العام بعمالة مكناس ،واستعصى عن الهضم في كثير من مراحله ،التي شابها الغموض والضبابية، يتجلى فيماهو السّر وراء كل هذا الضجيج والزعيق الانتخابي وليس السياسي الذي يصاحب هذالمجلس مند انتخابه ؟ولماذا تنتظر أحزاب كالاتحاد الدستوري والإستقلال المشاركين بعدد كبير في الاغلبية ما سيسفر عليه قرار حزب التجمع الوطني للاحرار ؟ ولماذا لم يتدافع وكلاء اللوائح حول كرسي الرئاسة،وخلق تحالفات قادرة على اخراج  الساكنة من قاعة الانتظار والجماعة من مرحلة البلوكاج وربح الزمن السياسي للمدينة؟وكيف نفسر هذا الصمت الرهيب للأغلبية ،واهتمام جل أعضائها بالصراعات الشخصية وتغليبهم للمصالح الذاتية واستفحال الانانية ،ضاربين مصالح المكناسين والمكناسيات والتي من أجلها تم انتخابهم عرض الحائط ؟

لقد سقطت الاقنعة عن وجوه الاحزاب المشاركة في الاغلبية المكونة لمجلس جماعة مكناس ،واتضح خوف أعضائها على مصالحهم الشخصية وحساباتهم السياسية ،بالاضافة إلى عجزهم عن إطلاق حوار مفتوح  ومباشر مع الساكنة وجمعيات المجتمع المذني ،وتحّمل مسؤوليتهم في تسمية الأشياء بمسمياتها.. ،لأن هذه المرحلة الانتذابية منذ بدايتها كانت تستوجب  جرأة سياسية تتجاوز لعبة ارتداء الاقنعةو ضغضغت مشاعر الساكنة،وتقديم أنصاف الحلول… ، خصوصا وأن ما جرى في حزب أخنوش منذ الاستعداد لانتخابات 8 شتنبر 2021،يفسر كل ما يحدث وسيحدد نتائج و مخرجات اللقاءات التشاورية التي يعقدها المكتب السياسي وأخنوش بمنتخبي مكناس ،لكون الفوز  بالمقاعد البرلمانية وبرئاسة المدينة واقتسام الكعكة خصوصا رئاسة مجلس جماعة مكناس ومجلس عمالة مكناس ومجلس جهة فاس مكناس ومجالس الغرف المهنية خصوصا التجارة والفلاحة ..،كل هذه العمليات الانتخابية تمت تحت اشراف كلي لادارة التحالف الثلاثي و لرئيس الحزب عزيز أخنوش،كفاعل سياسي محوري في التحالف الحكومي،وبتعليمات منه تم وضع الرئيس الحالي جواد باحجي على رأس لائحة حزب الاحرار كإطار إقتصادي مجرب ..، وبمباركة المنسق الاقليمي  المهندس بدر الطاهري الذي وضع على رأس لائحة الانتخابات التشريعية،وهلما جرى تم اقتسام الكعكة بشكل توافقي  بين هذه الاحزاب وبدون الرجوع للقواعد إن كانت هناك قواعد وهياكل حزبية مستقلة في أرائها ، كل حسب مستواه العلمي ومكانته الاجتماعية والاقتصادية وتجربته السياسية وليست النضالية…،حتى نضع النقط على الحروف،وانتم أدرى بالطريقة التي تشتغل بها أحزابنا ..،إدن نفهم من كل هذا أن الفاعل الوحيد داخل التجمع الوطني للأحرار  كما هو الحال في الاحزاب الاخرى ..،هو رئيس الحزب والباقي  لعب دور المفعول به وهناك من لاعب دور المفعول فيه حسب قواعد النحو والصرف السياسي ،فالحديث اليوم عن  إقالة باحجي ،دون تسجيل أي اختلالات أو فساد مالي من طرف الجهات المختصة أو بحكم قضائي ، والمطالبة بتعويضه بأحد نوابه من الحزب ..،هو شأن داخلي للتجمعيين ،سيتم البحث في أسباب نزوله وطريقة تصريفه،ويتطلب منطقيا قبول ورضى الفاعل وليس المفعول به ..، من وضع باحجي على رأس لائحة الجماعة بمكناس ،أليس هو رئيس الحزب ورئيس الحكومة عزيز أخنوش ،ويستوجب شروط موضوعية أهمها ما ذكرته سالفا،أما أحزاب الاغلبية والموقعة على عريضة ملتمس مطالبة الرئيس بالاستقالة ،فمصيرها بيدها،وسننتظر يوم 21 أكتوبر في الجلسة الثانية لمعرفة قرار أعضائها ،هذا إذ لم تتغير المعطيات وتتغلب المصالح ..، فعند الامتحان سيعز المرء أو يهان .

إن الحقيقة الصادمة التي لا يترقبها المكناسيون والمكناسيات،بل يعرفونها ويجمعون عليها ،هو فشل هذا المجلس في تدبير نصف الولاية الانتذابية،وانشغالهم في بالدفاع عن مواقعهم ومصالحهم الشخصية،مع غياب رؤية تنموية للنهوض بالاوضاع الكارثية التي تعيشها العاصمة الاسماعيلية .