قلم الناس : متابعة
بقلم :ذ- يوسف السوحي
تتساءل مختلف مكونات الشارع السياسي بالعاصمة الاسماعيلية، عن أسباب الاحتقان والتوتر وحدة الاختلاف بين الوافد الجديد و مكونات حزب التجمع الوطني للأحرار بمكناس ،بعد فوزهم بانتخابات 8 شتنبر 2021 ، وترأسهم لمجلس جماعة مكناس ومجلس عمالة مكناس وغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة فاس مكناس ،إنتصار يأتي بعد مشاركة في أغلبية مجلس بووانو في الولاية السابقة ،الامر الذي يعني إكتساب طابع الاستمرارية في تدبير وتسيير شؤون المدينة ،وتتمة تزيل برنامج عمل الجماعة السابق، ومحاكاته مع التصور الجديد للحزب في إدارة الشأن العام ،بدعم بطبيعة الحال من الحكومة التي يرأسها حزب التجمع الوطني للأحرار، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من الفرص والمشاريع والمخططات الوزارية للحكومة الحالية ..،لكن للأسف الشديد لم يحصل كل هذا ،وذهبت أحلام وانتظارات ساكنة العاصمة الاسماعلية أدراج الرياح ،بالفعل رياح الصراعات المجانية حول التموقعات الحزبية ،بين تيار الوافد الجديد بقيادة جواد باحجي،يرفض الطريقة التفليدية في التسيير و المدعوم من طرف عزيز أخنوش رئيس الحزب ورئيس الحكومة ،و بين تيار مجموعة الطاهري التي اكتسبت الشرعية الحزبية منذ انتخابات 2011 ،ونجحت في تمكين حزب الحمامة من مكانة أساسية في الهندسة الانتخابية بدائرة مكناس ،وتأسيس قاعدة انتخابية بشكل أو باخر بين قوسين ،يمكن الرهان عليها في كسب المقاعد الانتخابية بالبرلمان أو المجالس المنتخبة ،واقع سياسي وانتخابي بمكناس، تطلب نوع من المزاوجة بين فئة الاعيان التي كانت تمثل الحزب بالمدينة وتحاول أن تحمي مصالحها الشخصية بالدرجة الاولى ،وأطر شابة جديدة أفرزتها أحياء ومناطق هامشية بالعاصمة الاسماعيلية ،تمتلك كفاءة علمية ومهنية ووظائفية مهمة ،نجحت إلى حد ما في تكوين منظمات وجمعيات موازية للحزب على علّتها ،وانخرطت في الهياكل المؤسسة للحزب ،وأصبحت رقما أساسيا في المعادلة الحزبية، ومن الصعب اليوم تجاوزها من كلا التيارين ، هذا الواقع للأسف الشديد لم ينجح حزب التجمع الوطني للأحرار على المستوى الوطني في استثماره لصالح تنمية المدينة ،وتوسيع قاعدته الانتخابية بمكناس ،بالرغم من العديد من محاولات الصلح وخلق جو الثقة بين التيارين ،والتي تمت في البداية على المستوى المحلي تحت حراسة الاعيان ،ثم في مرحلة أخرى اضطر معها أخنوش إلى التدخل وتعيين مبعوثه الخاص الطالب العلمي أو بيتاس..، لكن أثبتت كل التجارب السابقة عمق الاختلاف بين التيارين ،وبالتالي فشلوا جميعهم في تدبير الاختلاف الداخلي للحزب بمكناس ،بل الاكثر من هذا تحول هذا الاختلاف الطبيعي والعادي ،إلى خلاف حاد ولّدا للأسف الشديد صراعات متعددة ،قضت على الاخضر واليابس ،وعوض ان تكون هذه التجربة السياسية بمكناس واعدة ،لأسباب ذاتية وموضوعية ،تتجلى في الامكانيات المالية ولوجيستيكية التي باستطاعة الحكومة في شخص رئيسها التجمعي عزيز اخنوش توفيرها للرئيس جواد باحجي ،من أجل تحقيق التنمية بمكناس وجعلها دائرة انتخابية نموذجية للحزب على المستوى الوطني ،فضلت قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار على المستوى الوطني ،إلتزام الصمت ،وترك فيروس الصراع والحرب الداخلية ينهش في تنسيقية مكناس ،إلى أن تفجر الوضع اليوم بعد مرور ثلاثة سنوات ،وأصبح مستقبل الحزب ومجلس جماعة مكناس على كف عفريت ،بل أضحى المواطن المكناسي ينظر إلى تجربة حزب الحمامة بمكناس ،على أنها أسوء تجربة عاشتها جماعة مكناس في تاريخها ،واختلط الحابل بالنابل، وكل مقاومات النجاح التي كان يملكها مجلس باحجي ، أصبحت في رمشة عين أسباب واقعية قد تؤدي للفشل، وأنتجت سيل من الاتهامات والاستفسارات، والبلاغات والبيانات التنديدية والصراعات الداخلية ..،وأصبح شعار أرض الله واسعة ،يلوح في الأفق لتدبير المرحلة الانتخابية المقبلة ،والوصول بالتالي إلى مفترق الطرق و فقدان الثقة وإنهيار الهياكل الحزبية بمكناس .
إرسال تعليق