قلم الناس :متابعة
زيارات متكررة لمجموعة من المسؤولين الحكومين للعاصمة الإسماعيلية ،بغية الدفع بالمدينة السلطانية اقتصاديا وتنمويا ،وتفكيك طلاسيم التيه السياسي والفساد الاداري ،المنتشر كالفطر،و بشكل يثير الإستغراب أحيانا ،فمثلا لا يعقل أن يتم التوقف عن مباشرة وتتبع أشغال المشاريع وتنزيل برنامج عمل الجماعة ،والانشغال بالصراعات السياسوية المجانية، بين المنتخبين ،وتوسيع الهوة بين البرلمانين والمسؤولين عن المجالس المنتخبة ، وإهدار الزمان السياسي للساكنة،ودفعها إلى فقدان الثقة في العملية الديمقراطية برمتها.
فلائحة المشاريع المتوقفة منذ سنوات طويلة ،رغم المحاولات العديدة لعامل عمالة مكناس في ايجاد حل لها ،وتوفير الامكانيات الإدارية والمالية لذلك ،الا أن تعنت بعض المنتخبين ،وتشتت الرؤى والرأي لا يمكن أن يساهم في حل هذه الملفات العالقة ،نعم مشاريع أصبحت تشكل علامة تجارية لإفلاس النخب السياسية التي تسهر على تدبير وتسيير شؤون العاصمة الإسماعيلية ،وهناك أمثلة كثيرة سندكر منها مايلي : سوق زين العابدين ،ومشروع تثمين المدينة العتيقة ،بأبوابها وقصورها وفنادقها ..،منتزه الرياض،مسابيح المدينة (السلم،باب بوعماير ،الاولمبي…) الاسواق النموذجية بسيدي بابا،بالبرج،بالبساتين…،الاملاك الخاصة بالجماعة (مستودع الحافلات ،المجزرة….)
إن غياب نخبة من المنتخبين والبرلمانين،و الاقتصاديين والحرفيين والمثقفين،والاعلامين والجمعوين ..،الواعين بالمصلحة العامة للعاصمة الإسماعيلية ،والقادرين على خلق وابتكار تصور واقعي و موحد قابل للتنفيد،وفق مقاربة تشاركية بين مختلف مكونات المدينة للنهوض بها وحل مشاكلها العالقة ،لن يمكن مكناس من الخروج من حالة التيه والتراجع،ولو جئنا بعصا النبي موسى ،لأن عملية التغيير المجتمعي لا تتوقف على مسؤول ترابي ،مهما كانت كفاءته ونزاهته ومصداقيته،بل تتطلب لزوما إرادة جماعية ووعي كامل باحتياجات المرحلة ،يتم التعبير عنها صراحة في اختيار النخبة السياسية الفاعلة والقادرة من ابناء وبنات المدينة يوم الاقتراع …،ومساعدتها بالمواكبة والتشجيع والانخراط في الاصلاح والاستثمار ،عوض الجلوس في المقاهي والتفنن في هدم الذات …فهل من مجيب؟
إرسال تعليق