قلم الناس: متابعة
فيتامين د هو عنصر غذائي مهم معروف بقدرته على مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفات، الضروريين لبناء العظام، والاحتفاظ بهما.
ويصنّع جسم الإنسان فيتامين د عن طريق تعرض الجلد بشكل مباشر لأشعة الشمس، وتُظهر الدراسات المخبرية أن فيتامين د يمكن أن يقلل من نمو الخلايا السرطانية، ويساعد في السيطرة على العدوى وتقليل الالتهاب.
ويحتوي العديد من أعضاء وأنسجة الجسم على مستقبلات لفيتامين د، مما يشير إلى أدوار مهمة تتجاوز صحة العظام، وهذا بالضبط ما يدفع العلماء للبحث بنشاط عن وظائف أخرى محتملة له.
تحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على فيتامين د، غير أنه بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن أفضل طريقة للحصول على ما يكفي من فيتامين د هي تناول المكملات الغذائية لأنه من الصعب تناول ما يكفي من خلال الطعام.
تقول أخصائية التغذية ديمة الكيلاني: “يمكن أن نحصل على فيتامين د من خلال تناول أطعمة من قبيل الأسماك الدهنية مثل السالمون والماكريل والسردين، أو الأطعمة المدعمة بالفيتامين مثل حبوب الإفطار والحليب، وكذلك زيت كبد السمك وصفار البيض”، لكنها تؤكد أن الطعام بشكل عام، لا يمكن أن يكون مصدرا كافيا لفيتامين د.
يعد إنتاج فيتامين د في الجلد المصدر الطبيعي الأساسي، لكن العديد من الأشخاص لديهم مستويات غير كافية لأنهم يعيشون في أماكن تكون فيها أشعة الشمس محدودة في الشتاء، أو لأن تعرضهم لأشعة الشمس محدود بسبب طبيعة عملهم المكتبية أو وجودهم في المنزل لوقت طويل.
كما أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة تكون مستويات فيتامين د في الدم لديهم أقل لأن صباغ (الميلانين) يعمل كالظل، مما يقلل من إنتاج فيتامين د.
يقول الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا: ” بالنسبة لبعض الأشخاص يكون امتصاص فيتامين د غير كافٍ بسبب عدة عوامل منها لون البشرة، إذ يكون أقل لدى ذوي البشرة الداكنة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل سوء الامتصاص الناجم عن بعض الأمراض المزمنة مثل داء كرون”.
عوز فيتامين د وآثاره على الصحة:
قد يحدث عوز فيتامين د بسبب نقصه في النظام الغذائي، أو سوء الامتصاص، أو حاجة الجسم لكميات أكبر منه من أجل تحسين عملية الأيض.
إذا لم يتناول الشخص ما يكفي من فيتامين د، ولم يحصل على ما يكفي منه من خلال التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية على مدى فترة طويلة فقد ينشأ العوز.
والأشخاص الذين لا يدخل الحليب والبيض والأسماك في نظامهم الغذائي، مثل أولئك الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، أو الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، يكونون أكثر عرضة للإصابة بنقص أو عوز فيتامين د.
الأشخاص الآخرون المعرضون لخطر الإصابة بنقص فيتامين د:
الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء (التهاب القولون التقرحي أو داء كرون) أو غيرها من الحالات التي تعطل الهضم الطبيعي للدهون، إذ إن فيتامين د قابل للذوبان في الدهون ويعتمد على قدرة الأمعاء على امتصاص الدهون الغذائية.
الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، إذ يتراكم فيتامين د في الأنسجة الدهنية الزائدة ولكن ليس من السهل أن يستخدمه الجسم عند الحاجة.
الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية لتحويل مسار المعدة، والتي عادة ما تتم فيها إزالة الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص فيتامين د.
تشير أخصائية التغذية ديمة الكيلاني إلى أن “أغلب الأشخاص الذين يعانون من السمنة تكون مستويات فيتامين د لديهم متدنية بشكل عام”، وتنصح من يتبعون حمية غذائية قليلة الدهون بالاستعانة بمكملات فيتامين د، كون الدهون التي تفتقر إليها الحمية التي يتبعونها، مهمة للغاية في عملية امتصاصه.
لكن تناول كثير من مكملات فيتامين د على مدى فترة طويلة من الزمن يمكن أن يسبب تراكم الكثير من الكالسيوم في الجسم (فرط كالسيوم الدم)، والذي يمكن أن يضعف العظام ويلحق الضرر بالكلى والقلب.
ويؤدي نقص فيتامين د في الجسم لفترات طويلة إلى حالات مرضية تختلف بين الأطفال والبالغين:
عند الأطفال والرّضع قد يتسبب عوز فيتامين د بمرض الكساح، وهو حالة تكون فيها العظام لينة تترافق مع تشوهات في الهيكل العظمي ناجمة عن عدم قدرة العظام على أن تصبح صلبة.
عند البالغين قد يتسبب في تلين العظام، وهي حالة تكون فيها العظام ضعيفة ولينة ولكن يمكن علاجها بالمكملات الغذائية، وهي تختلف عن هشاشة العظام، التي تكون العظام فيها مسامية وهشة وهي حالة غير قابلة للعلاج.