قلم الناس :
بقلم :ذ ـ يوسف السوحي
تعيش معظم الجماعات التابعة لعمالة مكناس ، والبالغ عددها 23 جماعة ترابية وقروية ،أزمة حقيقية وهيكلية مع خدمة النقل المدرسي ،حيث لازالت نسبة التغطية بهذه الخدمة جد ضعيفة ،مقارنة بعمالات وأقاليم أخرى ،بل إنها الأضعف من نوعها على صعيد المملكة، ففي الوقت الذي قامت فيه العديد من الأقاليم كشفشاون والرشيدية وسيدي قاسم، و تازة والحسيمة، بتسليم الجمعيات التي تنشط في المجال هذا الموسم ما لا يقل عن 20 سيارة، لم يتجاوز عدد السيارات المسلمة بعمالة مكناس سيارتين،الأمر الذي يبين بجلاء حجم الخصاص الذي تعانيه الساكنة بجماعات : المهاية واد جديدة ،سيدي عبد الله بالخياط ،وليلي ،نزالة بني عمار ….،ناهيك عن المشاكل الاخرى المرتبطة بالنقل المدرسي كنسبة الاكتظاظ وجودة العربات وضعف التدبير والتسيير ،فلا يعقل مثلا ان يتم شحن أكثر من 60 تلميذ وتلميدة من دوار النزالة قرب حي “تاورة ” في سيارة للنقل المدرسي،في مشهد درامي ،يعطي للمشاهد إنطباع بأن هناك تخلف كبير يحيط بخاسرة مجلس عمالة مكناس مقارنة بباقي المجالس ببلادنا ،سيارت طاقتها الاستيعابية لا تتجاوز الاربعين او أقل من أجل الدراسة في إعدادية مولاي حفيظ أو ثانوية للامينة بحمرية او غيرها، في ظروف لا إنسانية زائد مطالبتهم بالمساهمة المالية ..،وبالتالي تعريض حياة هؤلاء التلاميذ إلى الخطر،ودفعهم إلى النفور من المدرسة ،وهو بالفعل ما بشر به رئيس مجلس عمالة مكناس،السيد هشام القايد، في معرض كلمة له خلال أشغال الجلسة الافتتاحية للقاء التشاركي مع جمعيات المجتمع المدني المرتبط بالإعداد لبرنامج تنمية العمالة 2022-2027، حيث وصف الأرقام المسجلة في الهدر المدرسي بعمالة مكناس بالخطيرة ،كاشفا الاسباب الحقيقية التي تقف ورائها ،مبرزا أن حجم الخصاص في سيارات النقل المدرسي يقدر ب80 سيارة، وينتظر أن يتم تغطيته ببرمجة اقتناء سيارات جديدة بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية ومجلس الجهة، بوتيرة 15 إلى 16 سيارة سنويا.
بالفعل تعاني البنيات التحتية في قطاع التعليم عموما بعمالة مكناس من نقص فظيع ،خصوصا بالجماعات القروية ،إضافة إلى الخصاص المهول و المتراكم منذ عقود من الزمن في خدمة النقل المدرسي التي لم تكن تتم حسب دراسة الاولوية بل كانت تتم حسب سياسة “باك صاحبي “وأهواء المنتخبين السياسية… ،الأمر الذي يتطلب فتح تحقيق في هذه الكارثة التي كانت لها انعكاسات سلبية على نسبة التمدرس ،كما تبرز هذه النتائج الخطيرة التي نعيشها اليوم والتي تبوؤنا بفضلها مع الاسف الشديد مراتب جد متأخرة في سلم التنمية المحلية ،و تؤكد فشل سياسة المجلس في هذا القطاع الحساس ،لهذا فإن ساكنة عمالة مكناس تطالب السادة المنتخبون بهذا المجلس المسؤول بالدرجة الاولى على تدبير وتوفير خدمة النقل المدرسي بالاجابة على سؤال فاصل مفاده إن كانت هذه هي تعويضاتكم المالية الضخمة التي سبقنا وان تطرقنا لها ، فأين هي منجزاتكم على أرض الواقع ؟
إرسال تعليق