سيتي باص مكناس”: الكارثة القادمة التي ينتظرها المسؤولون

  • بتاريخ : مايو 21, 2025 - 6:29 م
  • الزيارات : 685
  •  

    قلم الناس

    محمد قريوش

     

    في مشهد يتكرر بشكل مثير للقلق، اندلعت يوم الأربعاء 21 مايو 2025 نيران مهولة في إحدى حافلات شركة “سيتي باص” بمكناس، لتتحول إلى هيكل حديدي محترق قرب باب الجديد، ولحسن الحظ، نجا الركاب من كارثة كانت ستكون دامية. هذا الحادث، الذي تناقلته وسائل الإعلام، ليس الأول، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من الأعطاب والحوادث التي باتت تميز أسطول الشركة، دون أن تحرك السلطات المحلية والمجلس الجماعي ساكنا.

     

    حوادث متكررة وشهادات مخيفة

     

    في يناير الماضي، احترقت حافلة أخرى بحي الزيتون، وقبلها بشهرين، انطلقت حافلة دون سائقها لتقتحم مقهى في مولاي إدريس زرهون، مما أسفر عن إصابة مدنيين وأضرار جسيمة. وتكررت حوادث فقدان السيطرة على الحافلات بسبب أعطاب ميكانيكية في المكابح والأنظمة الداخلية، مما يحوّل الحافلات إلى قنابل موقوتة في شوارع المدينة.

     

    “خردة متنقلة” تحت حماية من؟

     

    يشتكي المواطنون يوميًا من تأخر مواعيد الرحلات، الحافلات المهترئة، المقاعد المكسرة، والنوافذ المفتوحة عنوة بسبب الأعطاب، فضلاً عن الانبعاثات الملوثة التي تخنق الأحياء الشعبية والمكتظة. ومع ذلك، لا يُلمس أي تحرك من الجهات المسؤولة، ما يطرح تساؤلاً مشروعًا: من يحمي هذه الشركة؟ ومن يتستر على فشلها المتكرر في احترام أبسط بنود دفتر التحملات؟

     

    صمت جماعي… حتى تقع الكارثة

     

    رغم توالي الكوارث، يُصر المجلس الجماعي لمكناس والسلطات المحلية على الصمت، كما لو أن الأرواح المهددة ليست ضمن مسؤوليتهم. أليس من واجبهم مراقبة احترام الشركة لشروط السلامة والخدمة؟ أليست حياة المواطنين أولى من التواطؤ أو التجاهل؟

     

    في مدينة فاس، فسخت الجماعة عقدها مع “سيتي باص” بسبب إخلالها بشروط العقد، فهل ننتظر في مكناس **مجزرة بشرية** لنقوم بالمثل؟

     

    دعوة للتحرك… قبل فوات الأوان

     

    ما يجري اليوم ليس فقط أزمة نقل، بل أزمة ضمير وحكامة ومساءلة. إننا ندعو المجتمع المدني، الإعلام، والمنتخبين، إلى التحرك الفوري لفتح هذا الملف، والضغط على السلطات لتتحمل مسؤولياتها. إن أرواح الركاب لا يجب أن تكون ثمنا لتهاون إداري أو صفقات مشبوهة.

     

    فهل يتحرك الضمير الجماعي، أم أن الحافلة القادمة ستحمل لنا خبرًا عاجلًا بعنوان: *”مجزرة سيتي باص تودي بحياة العشرات”