قلم الناس
يعيش وفد جبهة البوليساريو وقيادتها لحظات توتر غير مسبوقة، عقب القرار المفاجئ للأممية الاشتراكية بفتح أبوابها لحركة “صحراويون من أجل السلام”، وهي حركة صحراوية معارضة للبوليساريو ومؤيدة لمقترح الحكم الذاتي المغربي.
هذا القرار جاء ليضرب في العمق رواية البوليساريو القديمة بأنها الممثل الوحيد والشرعي للصحراويين، حيث باتت المنظمة الاشتراكية العالمية تعترف بوجود أطراف صحراوية أخرى ذات رؤية مغايرة.
حيث يضم وفد “صحراويون من أجل السلام” المشارك في المؤتمر الحالي، الذي يعقد في إسطنبول بتركيا، شخصيات بارزة، من بينها سفير سابق للبوليساريو في فنزويلا، إلى جانب ممثلين عن سكان الأقاليم الجنوبية للمغرب وعن مخيمات تندوف.
هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام، إذ أثارت موجة من الغضب والاحتجاج داخل أوساط البوليساريو، دفعتها إلى التحرك رسمياً.
وفي هذا السياق، توصلنا بنسخة من رسالة رسمية بعثت بها قيادة الجبهة الانفصالية إلى المسؤولين داخل الأممية الاشتراكية، تندد فيها بشدة بقرار قبول عضوية الحركة المعارضة في اجتماعات المنظمة، معتبرة ذلك ضربة لموقفها السياسي وخطوة تشكك في تمثيليتها التي دافعت عنها لعقود.
تأتي هذه التطورات لتكشف عن تصدعات جديدة داخل الجبهة الانفصالية، في وقت تتزايد فيه الأصوات الصحراوية الداعية إلى حل واقعي للنزاع عبر مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بعيداً عن أطروحات الانفصال التي ظلت تروج لها البوليساريو لعقود.
إرسال تعليق