قلم الناس:متابعة
أكد خبراء في مجال التربية والتكوين، يوم امس بالرباط، على أهمية القراءة والدور المهم الذي تضطلع به في المساهمة في تعليم التلاميذ والأجيال المستقبلية، وتحسين المنظومة التعليمية وتعزيز جودتها.
وأبرز الخبراء، خلال مائدة مستديرة اختتمت بها أشغال النسخة الأولى من المنتدى الوطني للمدرس، حول موضوع “مساهمة القراءة في تعليم الأطفال وحيوية القسم”، على أهمية تعويد الأجيال المستقبلية على القراءة كثقافة ترفيهية، وليس فقط كجزء من العملية التعليمية.
وفي هذا الصدد، شدد الأستاذ الشرفي بجامعة محمد الخامس بالرباط ومؤسس اتحاد كتاب المغرب مبارك ربيع، على ضرورة اعتبار القراءة سلوكا ثقافيا داخل المجتمع لتحقيق أهداف التقدم المعرفي.
وتوقف، في هذا الإطار، عند دور المدرس في تطبيق نهج الاعتماد على القراءة عبر أساليب ديداكتيكية وبيداغوجية متنوعة من أجل تربية سلوك القراءة في الناشئة داخل المؤسسات التعليمية.
من جهته، نبه عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، فؤاد شفيقي، إلى أن الإقبال على القراءة الحرة يشهد انخفاضا خلال العقود الأخيرة بسبب ارتفاع عدد المتمدرسين وقلة الإنتاج الوطني على مستوى الكتب المسوقة.
وأكد، في هذا الصدد، على الدور الذي تضطلع به المدرسة في تسليح الأجيال المستقبلية بأدوات فهم المقروء وبناء المعنى، عبر إدماج القراءة كعنصر أساسي ضمن المنهاج الدراسي، داعيا إلى تكثيف الإنتاج الوطني من أجل التشجيع على الإقبال على القراءة والتعلم مدى الحياة.
من جانبه، سلط المفتش التربوي بوزان، مصطفى شيدالي، الضوء على تأثير الفهم القرائي على التحصيل الدراسي للتلاميذ، مستشهدا بدراسة علمية توصلت إلى أن التلميذ كلما تحكم في مهاراته القرائية ساعده ذلك على تحسين تحصيله الدراسي.
وبعدما لفت إلى الدور الهام لنموذج مؤسسات الريادة وتأثيره الإيجابي في العملية التعليمية، دعا السيد شيدالي إلى اعتماد التكوين الإشهادي للأساتذة في مؤسسات الريادة، إلى جانب اعتماد آلية المواكبة والتوجيه المنتظم لفائدة الأساتذة.
أما عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين، أمين منير علوي، فقد توقف عند تأثير القراءة على جونب متعددة تتعدى الجانب التربوي، معتبرا القراءة مسؤولية الجميع داخل المجتمع، ولا سيما داخل الأسرة.
وأشار إلى أن الإشكاليات المرتبطة بالقراءة تتمثل، على الخصوص، في ضعف الإنتاج الوطني الموجه إلى مختلف المستويات الثقافية والفئات العمرية، فضلا عن اعتبار شريحة واسعة من المجتمع القراءة واجبا مدرسيا محضا.