قلم الناس: متابعة
سجلت الوضعية المائية بالمغرب إلى غاية يوم الإثنين 19 ماي 2025 تحسنا نسبيا، حيث بلغت النسبة الإجمالية لملء السدود 40.1%، بما يعادل موارد مائية متوفرة تناهز 6728 مليون متر مكعب، وذلك وفق معطيات رسمية صادرة عن قطاع الماء بوزارة التجهيز والماء. ويأتي هذا التطور في سياق موسمي اتسم بتفاوت التساقطات وتحديات مناخية متزايدة، مما يجعل هذه النسبة مرآة لوضعية تتطلب المتابعة الدقيقة والتدبير الرشيد.
ورغم أن النسبة الحالية تبقى دون المعدلات المُسجّلة في سنوات ماضية، فإنها تعكس بعض التحسن مقارنة بالفترات السابقة من السنة الجارية، بفضل التساقطات الأخيرة، لا سيما في المناطق الجبلية والمرتفعات التي تغذي عدداً من أهم السدود الوطنية. وتُوزّع هذه الموارد على عدد من الأحواض المائية الكبرى، من بينها أحواض اللوكوس، وأم الربيع، وسوس ماسة، التي تشهد تفاوتاً في نسب الملء حسب طبيعة التساقطات المحلية والطلب على المياه لأغراض الشرب والفلاحة والطاقة.
ويظل سد الوحدة، أكبر سدود المملكة، في صدارة المنشآت التي تحتفظ بأعلى نسبة ملء، يليه سد المسيرة، بينما تعاني بعض السدود الأخرى من نسب ملء ضعيفة نتيجة توالي سنوات الجفاف والاستهلاك المرتفع. وتُواجه بعض المناطق ضغوطاً على الموارد المائية بسبب الاستعمال المكثف، ما يستدعي تعزيز آليات الحكامة والتدبير المتكامل للموارد.
وفي ظل هذه المعطيات، تواصل السلطات العمومية جهودها لتنزيل سياسة مائية جديدة تقوم على ترشيد الاستهلاك، واستغلال الموارد غير التقليدية، كتحلية مياه البحر، ومعالجة المياه العادمة، وتعميم تقنيات الري الموضعي في المجال الفلاحي، إضافة إلى حملات تحسيسية موجهة للمواطنين والمؤسسات، من أجل نشر ثقافة الاقتصاد في الماء كمورد حيوي يزداد ندرة تحت تأثير التغيرات المناخية.
إرسال تعليق