المغرب يرسخ موقعه كثاني أكبر مستثمر في إفريقيا..

  • بتاريخ : مايو 27, 2025 - 3:00 م
  • الزيارات : 512
  • قلم الناس: متابعة

    كشف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المغرب يواصل تعزيز مكانته كشريك استراتيجي للقارة الإفريقية، كاشفًا أن المملكة أصبحت ثاني أكبر مستثمر في القارة، باستثمارات تجاوزت 10 مليارات دولار.

    كما أشار إلى أن البنوك المغربية تنشط حاليًا في 26 بلدًا إفريقيًا، ما يعكس حجم الحضور الاقتصادي المغربي ودوره في دعم التنمية وتمويل المشاريع عبر القارة.

    جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الوزير أمس الإثنين بالرباط، بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا، المنظم هذه السنة تحت شعار “الاندماج والتنمية في إفريقيا: تسريع الربط والتعاون البيني الإفريقي”، وهو شعار قال بوريطة إنه يجسد الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس، الذي جعل من إفريقيا أولوية محورية في السياسة الخارجية للمغرب.

    وأشار بوريطة إلى أن الاندماج الإفريقي لم يعد خيارًا نظريًا، بل ضرورة تنموية، مبرزًا أن التجارة البينية لا تمثل سوى 15% من إجمالي تجارة القارة، وتنخفض إلى 2% فقط داخل منطقة المغرب العربي، في وقت تبلغ هذه النسبة 67% في أوروبا و58% في آسيا. واعتبر أن ضعف الربط الطاقي والرقمي وشبكات الطرق في إفريقيا يُعد من أكبر العوائق التي تحول دون تحقيق الاندماج الاقتصادي المنشود.

    في السياق ذاته، استعرض الوزير المؤهلات الهائلة التي تزخر بها القارة الإفريقية، والتي تجعل منها فضاءً واعدًا للتنمية والريادة، حيث تمتلك 30% من الثروة المعدنية العالمية، و10% من احتياطات النفط، و8% من الغاز الطبيعي، إلى جانب شبابها الذي تمثل فئة أقل من 25 سنة فيه 60% من السكان، بالإضافة إلى أراضٍ زراعية شاسعة.

    وأوضح بوريطة أن الحضور المغربي في إفريقيا ليس محصورًا في الاستثمارات فقط، بل يشمل التعليم والتكوين، حيث تستقبل المملكة حوالي 19 ألف طالب من 49 دولة إفريقية، 90% منهم يستفيدون من منح دراسية. كما أشار إلى الدور الديني الذي يضطلع به معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين، حيث يتخرج منه أئمة من مختلف دول القارة محملين برسالة الإسلام الوسطي المعتدل، مما يساهم في تعزيز الأمن الفكري والاجتماعي.

    وشدد الوزير على أن المغرب لا ينظر إلى القارة كسوق تجارية أو مجال للتنافس الجيوسياسي، بل كفضاء للتضامن والعمل المشترك، مؤكدا أن المملكة لا تسعى إلى القيادة، بل إلى اقتراح مسارات عملية لتوحيد الصفوف وتحفيز الدينامية القارية.

    وختم بوريطة بالإشارة إلى مجموعة من المبادرات المغربية التي تجسد هذا الالتزام، من أبرزها مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، ودعم الأمن الغذائي، وتقديم المساعدات الطبية خلال جائحة كوفيد-19، مؤكدًا أن القارة تحتاج إلى “صدمة كهربائية” في اتجاه التكامل، نابعة من إرادتها الداخلية، وأن المغرب مستعد للقيام بدور المحفز في هذا المسار.