قلم الناس :

أكادت مصادر إعلامية ، بأن المفتشية العامة للمالية فتحت تحقيقات موسعة في تلاعبات بصفقات عمومية بقيمة مليارات الدراهم، إثر تقارير كشفت اختلالات خطيرة في تدبير طلبات العروض الخاصة بخدمات الصيانة وتركيب وتشغيل الألواح الشمسية، حيث استفادت شركات محددة، بتواطؤ مع مسؤولين، من هذه الصفقات بشكل مريب.

وأوضحت التقارير ذاتها أن شركات صغيرة حصلت على عقود ضخمة بعد تفصيل دفاتر الشروط على مقاسها، مستعينة بوسطاء وسماسرة لضمان فوزها، فيما لجأت بعض الشركات إلى خبراء أجانب، خاصة من إسبانيا، لإضفاء الطابع التقني على العروض المقدمة. كما تم تجزئة الصفقات إلى حصص صغيرة، ما سهل تفويتها لصالح شركات مرتبطة بمسؤولين كبار في مؤسسات ومقاولات عمومية.

التحقيقات شملت أيضًا تدقيق محاضر استلام الألواح الشمسية، حيث تبين أن بعضها غير مطابق للمواصفات التقنية المتفق عليها، ما أثار شبهات حول وجود تلاعب مقصود في الجودة والتكاليف. كما جرى التنسيق بين مصالح التفتيش والضرائب والجمارك، للتأكد من صحة الوثائق التي قدمتها الشركات الفائزة بهذه الصفقات.

وتأتي هذه الفضائح في ظل إعلان وزارة الفلاحة عن دعم مالي لاقتناء الألواح الشمسية الموجهة للاستغلال الفلاحي، يصل إلى 30% من التكلفة، مع سقف دعم يبلغ 30 ألف درهم لكل مشروع. غير أن المخاوف تتزايد بشأن استفادة غير قانونية من هذا الدعم، بعدما كشفت التحقيقات عن تأسيس شركات وهمية بأسماء أقارب مسؤولين للحصول على تمويلات عمومية ضخمة.

وحذرت مصالح الميزانية من ارتفاع تكاليف الدعم بسبب زيادة عدد المستفيدين بشكل يفوق التوقعات، ما قد يخلق أعباء إضافية على المالية العامة، وسط مطالب بمحاسبة المتورطين وتعزيز الرقابة على الصفقات العمومية.