قلم الناس: متابعة
يُعرَف الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) بأنه أحد الأمراض النفسية الشائعة، وهو اضطراب مزاجي حاد أو مزمن يؤدي إلى شعور الفرد المستمر بالحزن، وفقدان الاهتمام، ويؤثر في قدرة الشخص على الحياة بطريقة طبيعية.
تشمل أعراض الاكتئاب في الغالب جميع جوانب حياة الفرد، حيث يؤثر الاكتئاب على الصحة النفسية للمريض بشكل عام، ومشاعره تجاه نفسه وتجاه الآخرين، وطريقة تفكيره وتصرفاته، كما قد يؤثر على شهية الشخص للطعام وعدد ساعات نومه.
مكن تقسيم الاكتئاب إلى عدة أنواع وذلك بناء على شدة الأعراض التي يعاني منها المريض ومدة استمرار هذه الأعراض، إذ قد يعاني بعض الأفراد من أعراض خفيفة ومؤقتة، في حين يعاني آخرون من نوبات اكتئاب حادة ومستمرة؛ لذا يتم تصنيف الاكتئاب النفسي إلى نوعين رئيسين، وهما:
الاضطراب الاكتئابي الكبير:
يعرف الاضطراب الاكتئابي الكبير (بالإنجليزية: Major Depressive Disorder or MDD) أيضاً باسم الاكتئاب السريري أو الشديد، وهو أحد أكثر أشكال الاكتئاب حدة، حيث يعاني الفرد فيه من استمرار الأعراض مدة لا تقل عن أسبوعين، ومن أعراضه فقدان الأمل، والحزن معظم الوقت، وفقدان تقدير الذات، كما قد يعاني من زيادة أو نقصان الوزن بشكل ملحوظ.
اضطراب الاكتئاب المستمر:
يعرف الاضطراب الاكتئابي المستمر (بالإنجليزية: Persistent Depressive Disorder or PDD) أيضاً باسم الاكتئاب الجزئي، أو الاكتئاب المزمن، أو عسر المزاج المستمر (بالإنجليزية: Dysthymia). ويعاني الفرد فيه من استمرار الأعراض مدة لا تقل عن عامين، ولكنها تكون خفيفة إلى متوسطة وليست شديدة، ومن أعراض الاكتئاب المزمن فقدان الشخص الاهتمام بالأنشطة اليومية، وانخفاض احترام الذات عند الشخص، وقلة الإنتاجية لديه بشكل عام.
تتعدد أسباب الاكتئاب وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة به، كما قد تختلف من شخص لآخر، ومن أبرزها ما يلي:
العوامل الوراثية والتاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب عند الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة باكتئاب أو أي اضطراب مزاجي آخر.
بعض الحالات الطبية: تؤدي الإصابة ببعض الحالات الطبية إلى حدوث اكتئاب، مثل بعض الأمراض المزمنة لاسيما التي يصاحبها ألم مزمن، والأرق، ومرض باركنسون (الشلل الرعاش)، والسرطان.
تناول بعض أنواع الأدوية أو الكحول: يؤدي تعاطي المخدرات أو شرب الكحول، أو استخدام بعض الأدوية فترة زمنية طويلة، مثل موانع الحمل إلى ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب.
كيمياء الدماغ: توجد في الدماغ العديد من النواقل العصبية التي لها دور مهم في الحالة المزاجية للفرد، ويعد اختلال توازنها أحد مسببات الاكتئاب المحتملة.
عوامل بيئية: تعتبر العوامل والظروف الحياتية الصعبة التي قد يمر بها الفرد أحد عوامل الخطر للاكتئاب، مثل فقدان شخص عزيز، أو الفشل بأمر ما، أو التعرض للتوتر فترات طويلة.
هناك عدة خيارات ومراحل لعلاج الاكتئاب وتخفيف أعراضه، وقد يتم الجمع بين أكثر من أسلوب معاً، وتتضمن خيارات علاج الاكتئاب ما يلي:
العلاج النفسي:
يعتبر العلاج النفسي أحد ركائز علاج الاكتئاب، إذ يساعد تحدث المريض مع معالج نفسي مختص على التعامل مع المشاعر السلبية بشكل أفضل. وهناك أنماط مختلفة من العلاج النفسي، منها العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy). كذلك يمكن بالتزامن مع جلسات العلاج النفسي أن يشارك المريض بجلسات العلاج الأسري أو الجماعي.
أدوية علاج الاكتئاب:
يوجد العديد من أدوية مضادات الاكتئاب والتي تستخدم غالباً في الحالات المتوسطة أو الشديدة، وتشمل أدوية الاكتئاب ما يلي:
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic Antidepressants).
مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (بالإنجليزية: Monoamine Oxidase Inhibitors).
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors or SSRI).
مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (بالإنجليزية: Serotonin And Noradrenaline Reuptake Inhibitors).
يجدر الإشارة إلى أن مضادات الاكتئاب قد تستغرق وقتاً قبل أن يبدأ ملاحظة تأثيرها، كما يجب عدم استخدامها إلا بوصفة طبية والالتزام بتعليمات الطبيب. كذلك ينبغي على المريض عدم إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب؛ تجنباً للتعرض لانتكاسة أو للأعراض الانسحابية التي قد تحدث نتيجة التوقف المفاجئ للدواء.
العلاجات البديلة للاكتئاب:
توجد بعض العلاجات البديلة التي قد تفيد مريض الاكتئاب، مثل:
الدعم المعنوي، إذ يلعب علاج الاكتئاب في المنزل ومساندة الأهل والمقربين من المريض دوراً مسانداً للعلاج السلوكي والدوائي، ويمكن في بعض الحالات مناقشة الأسباب التي أدت إلى الاكتئاب والحلول المقترحة مع بعض أفراد الأسرة.
تناول بعض أنواع المكملات الغذائية، مثل مكملات زيت السمك، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها تجنباً لآثارها الجانبية، أو التداخلات الدوائية مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة بانتظام، إذ تساعد ممارسة الرياضة على إفراز هرمون الإندورفين الذي يحسن المزاج، ويحد من الأعراض. وينصح الفرد بممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة خلال ثلاث إلى خمس أيام في الأسبوع على الأقل.
العلاج بالضوء، قد يساعد التعرض لجرعات محددة من الضوء الأبيض في تحسين مزاج المريض، وتخفيف الأعراض، وعادة ما يستخدم في علاج الاضطراب العاطفي الموسمي.
ممارسة تمارين اليوغا والتأمل.
الوخز بالإبر.
إرسال تعليق