قلم الناس
بقلم:ذ -يوسف السوحي
من المفارقات الغريبة التي سجلتها خلال تغطية فعاليات مهرجان القنيطرة روح غرباوة،الذي عرف تنظيما احترافيا ومهنيا، وحضور فني وازن ،وجماهيري غفير ،ساهم في خلق رواج تجاري وسياحي كبيرين،انضافا إلى المشاريع المهيكلة التي تعرفها القنيطرة والمستقبل الاقتصادي والاجتماعي الذي ستعرفه في المستقبل القريب… ، غياب الفاعل السياسي،سواء المحلي أو الاقليمي او الجهوي ،عن الظهور في المنصة،او الركوب عن فعاليات هذه التظاهرة الفنية والثقافية الكبرى ،أوتوظيفها بشكل انتخابي مفضوح، كما ان كاميرات الصحافين لم تصطاد تدخل أو تصريح للمنتخبين الباحثين عن اصطياد الفرص.. ،عكس ما يحدث في مجموعة من المدن وعلى رأسها مكناس ،والتي تسجل بشكل كبير انتشار أصحاب ثقافة “شوفوني “عند بعض البرلمانين والمنتخبين خصوصا رؤساء المجالس المنتخبة،كائنات انتخابية للاسف الشديد،تحب الظهور بشكل عبثي على صفحات أصحاب “البونجات “،بسبب أو بغير سبب ،زيارة بسيط لسوق أو زنقة أو مرفق عمومي أو حفل افتتاح مهرجان أو مسبح ،يتم تجنيد طبالة الرئيس للقيام بمهام التطبيل للمنجزات الخرافية والهيتشكوكية لسعادته وزبانيته ،في لعبة ممسوخة ومكشوفة عند المكناسيين والمكناسيات،الذين ملوّا من هذه التفاهات السياسية ،ويأسوا من هذه الكائنات الانتخابية ،التي عمرت طويلا ،وأصبحت تشكل أحد أدوات الهدم وليس البناء ،بحيث عوض اهتمام المجالس المنتخبة بشرعية الانجاز والتشييد والبناء ،والتواصل مع الساكنة عبر الصحافة المهنية المتوفرة على شروط المجلس الوطني للصحافة ،تجدها تتفنن في خلق “جوق” الرئيس ،يطبل بشكل فاضح ويدعو للشفقة والعطف.
إن تحقيق مهرجان القنيطرة لارقام قياسية في نجاح التنظيم وفي عدد الحضور ونوعيته وعدد نجوم الفن في دورته الاولى ،لم يأتي بشكل اعتباطي أو ناتج عن أهواء سياسية..، بل هو ترجمة فعلية لإرادة عامل الاقليم عبد الحميد المزيد وفريقه في العمل ،في جعل عمالة القنيطرة في واجهة المدن الكبرى ،التي تزاوج بين جاذبية الاستثمار والتأهيل الاقتصادي والعمراني الرفيع وبين استثمار التراث الثقافي واللامادي المحلي،لخلق تنمية مجالية حقيقية بمقاربة تشاركية فعلية ،نابعة من خبرة وتجربة القائمين على النسخة الأولى من المهرجان،وليس مجرد استنساخ تجارب فنية فاشلة،وتكرارها في مختلف مدن الجهة،بدون التقائية أو احترام للهوية الثقافية يسهر على ،توظيفها كبار المنتخبين “المانحين ” في حملاتهم الانتخابية،بل يستفيدون منها تجاريا عبر تشغيل فنادقهم ومطابعم ومطاعمهم وشركاتهم و شركات أبنائهم وزوجاتهم والمقربين منهم ..،منتصرين لفلسفة” زيتنا في دقيقنا”
















إرسال تعليق