صفقة التسلح الضخمة بين “المغرب وفرنسا”..

  • بتاريخ : أغسطس 14, 2025 - 3:00 م
  • الزيارات : 118
  • قلم الناس: متابعة

    بعد مرور ما يقارب عقدين على فشل أول محاولة لاقتناء طائرات “رافال” الفرنسية في خريف 2007، عاد المغرب لفتح ملف هذه المقاتلات المتطورة، في خطوة تبدو مرتبطة بتغيرات ملموسة في العلاقات المغربية الفرنسية، وتوازنات القوى الإقليمية.

    فبحسب موقع Aviœ Légendaire الفرنسي، أبدى المغرب اهتماما متجددا بمقاتلات “داسو رافال”، ويجري الحديث عن صفقة محتملة لشراء ست مقاتلات من النسخة الحديثة F4، مع صواريخ ومعدات عسكرية متطورة.

    هذا التحرك لا يمكن قراءته بمعزل عن التحسن الأخير في العلاقات المغربية الفرنسية، والذي تُوّج بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم 30 يوليو 2024، اعترافه بمغربية الصحراء، وهو موقف طالما طالبت به الرباط واعتبرته مدخلا ضروريا لإعادة بناء الثقة مع باريس.

    وعقب هذا الاعتراف، توالت الخطوات الدبلوماسية والعسكرية بين البلدين. فقد شهد شهر أكتوبر 2024 زيارة رسمية لماكرون إلى المغرب، تبعتها لقاءات رفيعة بين المسؤولين العسكريين، أبرزها اجتماع الوزير المغربي المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، مع نظيره الفرنسي سيباستيان لوكورنو. وفي يوليو 2025، حل إيمانويل شيفا، المندوب العام للتسليح في فرنسا، بالرباط، حيث أُعلن عن إنشاء لجنة تسليح مشتركة بين البلدين.
    وفي مؤشر عملي على هذا التقارب، شاركت خمس طائرات “رافال” فرنسية، إلى جانب مقاتلات F-16 المغربية، في تمرين “ماراثون 2025″، الذي نُظم في يونيو الماضي. وقد شكل هذا التمرين فرصة لتنسيق العمل الجوي وتبادل الخبرات، كما عكس تطور مستوى التنسيق الاستراتيجي بين الجانبين.
    ويرى خبراء أن إعادة فتح المغرب لملف “رافال” يعكس رغبة واضحة في تعزيز السيادة العسكرية الوطنية، خاصة في مجال سلاح الجو، بعد عقود من الاعتماد شبه الكامل على المقاتلات الأمريكية من طراز F-16. كما أن اختيار الطائرة الفرنسية يعكس توجها نحو تنويع مصادر التسليح، وتجاوز الارتهان لمزود واحد، وهو ما يدخل ضمن استراتيجية أشمل للمغرب في تحديث قواته المسلحة بما يتلاءم مع التحديات الأمنية الإقليمية.
    في المقابل، تبدو فرنسا حريصة على استعادة نفوذها التقليدي في المغرب، خصوصا في ظل منافسة متزايدة من قوى أخرى كإسبانيا، الولايات المتحدة، وحتى إسرائيل، في مجال التسليح والتعاون الدفاعي.