هل حان وقت رحيلك يا صديقي خشيشن؟

  • بتاريخ : يوليو 15, 2025 - 2:29 م
  • الزيارات : 197
  • قلم الناس
    يا صديقي خشيشن، ألهذه الدرجة استهوتك اللعبة حتى نسيت أنك “نقابي” لا “موظف عند أحمد الشرعي”؟

    ألهذه الدرجة أصبح كرسي التمديد أغلى من مصداقية النقابة؟ ألم تتعلم بعد أن من يسعى إلى “الخلاص الفردي” غالبا ما يغرق ويغرق معه المركب كله؟

    ما معنى أن تجتمع قيادة نقابتك، ويتخذ قرار جماعي، ديمقراطي، واضح، هو رفض مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة جملة وتفصيلا، ثم تخرج علينا ببلاغ غريب، هزيل، لا علاقة له بما اتفق عليه؟ أهو بلاغ النقابة؟ أم بلاغ “الناشر الأكبر” الذي تمد له يدك في الظل، وتنفذ أجندته في العلن؟

    نعم، خشيشن، نحن نعلم، ونعرف من شفع لك في تمديد مهمتك لسنة أخرى رغم بلوغك سن التقاعد، نفس “الراعي” الذي يدفعك اليوم دفعا لتمرير مخطط لا يحترم لا الصحافيين، ولا النقابة، ولا تاريخها، ولا حتى نفسك.

    المفارقة المضحكة أن صديقنا خشيشن، يتحدث أمام البرلمانيين باسم الجسم الصحفي، ويقدم نفسه مدافعا عن خيار الانتخابات باللائحة، بينما المكتب التنفيذي للنقابة لم يمنحه هذا التفويض أصلا.

    أيعقل أن تتحول النقابة إلى دكان شخصي تتخذ فيه القرارات “على المقاس”؟ ومن خولك يا صديقي أن تتحدث باسم مؤسسة رفضت هي ذاتها المشروع الذي تدافع عنه بشراسة؟

    الجواب بسيط، أنت لا تدافع عن النقابة، بل عن بقائك. لا تسعى لتصحيح المسار، بل لضمان استمرار الريع النقابي.

    منذ عهد إدريس البصري، لم يسجل أن تجاوزت أي حكومة شرعية النقابة الوطنية للصحافة المغربية. واليوم، في عهد الصديق خشيشن، تم الدوس على هذه الشرعية بالأقدام. لقد حولت النقابة إلى ملحقة حزينة للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين. مجرد مكتب بريد لتمرير رسائل لا تشبه لا الصحافيين ولا الصحافة.

    تتحدث عن الحلول، عن الإنقاذ، عن الدفاع، لكن الحقيقة أن النقابة لم تكن في أي وقت مضى أكثر هشاشة، وأكثر تبعية، وأكثر عزلة مما هي عليه اليوم في عهدك.

    فهل حان وقت رحيلك غير المؤسف عليه؟

    نعم، وبلا تردد.

    ارحل لأن النقابة تستحق من يحترم مؤسساتها لا من يساوم بها.

    ارحل لأن الصحافيين يحتاجون من ينوب عنهم لا من يتواطأ ضدهم.

    ارحل لأنك لم تعد تمثل إلا نفسك، ومشغلك، ومن مدد لك سنة إضافية للعب الدور الذي كلفت به.

    النقابة ليست بوابة خلفية لتصريف أجندات الظل.

    ومن يريد أن يختم مسيرته بكرامة، عليه أن يعرف متى يغادر.

    شكرا صديقنا خشيشن على رحابة صدرك، وتقبل منا دعاء الرحيل.
    عن تليكسبريس