قلم الناس
في السنوات الأخيرة، شهد نظام امتحان الحصول على رخصة السياقة بالمغرب عدة تغييرات، خصوصًا بعد تدخل الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا)، التي قامت بتحديث طريقة طرح الأسئلة النظرية، وجعلتها أكثر دقة، تركيزًا، وتعتمد على الفهم والتحليل بدل الحفظ الآلي. إلا أن هذا التغيير الإيجابي من جهة، كشف من جهة أخرى عن عدة صعوبات يواجهها المترشحون، مما دفع بالكثيرين إلى التساؤل: أين تكمن المشكلة؟
هل تعود هذه الصعوبات إلى أن الوكالة الوطنية طرحت أسئلة صعبة وغير مألوفة لم يتم التطرق لها أثناء التكوين؟
أم أن الخلل يوجد في مدارس تعليم السياقة، التي لا تزال تعتمد على نظام تقليدي وتطبيقات قديمة، غير محدثة ولا تواكب المستجدات؟
أم أن التلميذ نفسه لم يجتهد بالشكل الكافي أو لم يتلقى التكوين الملائم؟
في الواقع، الأمر يبدو كأنه مشترك بين عدة أطراف. فالوكالة الوطنية تهدف من خلال الأسئلة الجديدة إلى تحسين السلامة الطرقية ورفع جودة السائقين، لكن المشكل أن عددًا من المدارس لم تواكب هذا التغيير، ولا تزال تعتمد على نفس الطرق البيداغوجية القديمة، ما يجعل المتدرب غير مستعد لمواجهة طبيعة الأسئلة الجديدة. كما أن بعض المتعلمين يعتمدون فقط على الحفظ السريع دون فهم، ما يزيد من احتمال الفشل.
الحل؟
يكمن في ضرورة أن تقوم مدارس تعليم السياقة في المغرب بتحديث مناهجها ووسائلها التعليمية، وتكوين المكونين وفق المعايير الجديدة، واعتماد تطبيقات حديثة ومواكِبة لتغيرات نارسا. كما يجب على المتعلم نفسه أن يأخذ الأمر بجدية أكبر، ويبحث عن الفهم العميق لاجتياز الامتحان بثقة وكفاءة.
ختامًا، لا يجب أن يكون امتحان السياقة مجرد حاجز صعب، بل فرصة حقيقية لتكوين سائق واعٍ، يحترم قوانين السير، ويساهم في تقليص حوادث الطرق، من خلال تكوين جيد ومتطور.
















إرسال تعليق