هل يعزز المعرض الفلاحي بمكناس مكتسبات مخطط المغرب الأخضر؟

 

لا يجادل إثنان في كون مشروع “أكروبوليس” بالعاصمة الاسماعيلية، الذي كان جلالة الملك محمد السادس ترأس سنة 2008 حفل التوقيع على اتفاقية إنشائه بالجماعة القروية سيدي سليمان مول الكيفان (إقليم مكناس) ، يدخل في إطار رؤية مندمجة ومتكاملة لجلالته من اجل جعل مكناس عاصمة حقيقية للصناعات الغذائية، ويساهم باعتباره أول قطب تنافسي للصناعات الفلاحية والغذائية على الصعيد الوطني، في تعزيز مكانة جهة فاس مكناس ،كأرضية جاذبة للاستثمار، وجعل الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس محطة لتسويق هذا المشروع، واستقطاب شركات عالمية ووطنية كبرى للاستثمار في هذه المنطقة الصناعية، وخلق فرص للعمل لأبناء الحاضرة الاسماعيلية، لكن للأسف الشديد لم تنجح إدارة المعرض الفلاحي وباقي المتدخلين في المشروع من تحقيق هذا الهدف، بحيث لازال ما يقارب من 50 في المائة من المساحة الاجمالية{134 هكتار }لم يتم تسويقها، ووتيرة استقطاب المشاريع وإنجازها على أرض الواقع بهذا القطب، الذي تمتد مساحته الإجمالية بشطريه على مساحة 580 هكتار، تعرف “بطئا ملحوظا”، لأسباب متعددة ومتداخلة أهمها عدم تكثيف وتسريع وتيرة التسويق، بحيث لم ينجح المسؤولين عن المعرض الفلاحي طيلة 14 دورة السابقة، في الخروج من بوثقة الخطابات والطقوس الاحتفالية والفلكلورية للمعرض، إلى تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع والاجابة على العديد من الاسئلة الحارقة التي يطرحه الشارع المكناسي من قبيل : كم هو عدد المصانع والشركات التي تم استقطابها من طرف إدارة الملتقى الدولي للفلاحة ؟كم هي عدد مناصب الشغل التي تم خلقها؟ماهي القيمة المضافة التي خلفها المعرض الفلاحي على مدينة مكناس بصفة خاصة وجهة فاس مكناس بصفة عامة؟ ماهي البنيات التحتية الاساسية خصوصا السياحية والصناعية التي تم تشييدها من أجل مواكبة هذه التظاهرة الدولية الكبرى طيلة 14 سنة الفارطة؟

بالفعل هناك العديد من الاسئلة التي تقلق بال المكناسين والمكناسيات حول مصير هذا الحدث الفلاحي الدولي، المرتبط بمشروع الاكروبوليس ارتباطا وجوديا ،ويتطلب من المسؤولين عن تدبير وتسيير شؤون العاصمة الاسماعيلية ،أولا ضخ دماء جديدة في ادارة هذا التظاهرة الدولية ،والبحث عن شكل تعاقدي جديد للإشراف على المعرض الفلاحي ،ثانيا حث السادة البرلمانين والبرلمانيات، على الترافع من اجله وحل المشاكل الادارية والمسطرية التي تعيق تقدمه ،ومواصلة التسويق لهذا المشروع وطنيا ودوليا والرفع من وتيرته قصد جلب مستثمرين وخلق مناصب شغل قارة بالمدينة، بالاضافة إلى وضع استراتيجية في هذا المجال تقوم على استقطاب المستثمرين في قطاعات الصناعة الغذائية، فضلا عن تنظيم أيام دراسية لفائدة المستثمرين من أجل التعريف بمؤهلات جهة فاس مكناس وبهذا القطب التنافسي على وجه الخصوص …يتبع