هل استنفد المعرض الفلاحي بمكناس أسباب وجوده و أدواره التنموية ؟

قلم الناس :

بقلم :ذ ـ يوسف السوحي

يبدو للوهلة الأولى هذا العنوان مستفز للقارئ وسابق لأوانه،لكن الأسباب المنطقية لطرحه تبقى واردة بشكل كبير ،وتفرض نفسها بإلحاح أكبر ،لأنه من غير المقبول أن تعود  عجلة مختلف المواعد الخاصة بالمعارض المهنية والملتقيات الوطنية والدولية، سواء تعلق الأمر بقطاع الثقافة والفن والسينما والتشكيل ،أو بقطاع الصناعة الحديثة والتقليدية أو المنتوجات الفلاحية والغذائية … ، إلى الدوران بعد جائحة كورونا ،و موعد المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يدخل دائرة النسيان ،دون أن تحرك النخب المكناسية ساكنا ،بل الأدهى والأمر أن النخب البرلمانية و السياسية لم تحمل عناء التفكير في الترافع والدفاع عن عودة الملتقى الدولي للفلاحة لإستئناف نشاطه والاحتفال بدورته 15 بشكل يليق وهذا الحدث الفلاحي الدولي بامتياز،موعد جلب للمغرب عموما وللعاصمة الاسماعيلية بوجه خاص ،استثمارات ضخمة في قطاع الفلاحة العصرية والصناعة الغذائية ،وحقق للمغرب ثورة فلاحية شاملة ،ونتائج لافتة من حيث نمو واستدامة القطاع الفلاحي. وشكل هذا الأخير موضوع تقييم دقيق أنجز بمساهمة التنظيمات الفلاحية البيمهنية والغرف الفلاحية الجهوية. ومكن فحص المكتسبات المحققة منذ 2008، سواء على مستوى سلاسل الإنتاج أو الجهات أو الأوراش الأفقية، من إظهار جوانب التطوير التي ستمكن من الارتقاء بالتنمية الفلاحية إلى مستوى جديد،بالاضافة إلى أن المعرض الفلاحي بمكناس،يعتبر فرصة للرواج التجاري والسياحي  المحلي والجهوي ، و يشكل حاضنة للمشروع الملكي مخطط “المغرب الأخضر ” ومكتسباته المتعددة ونتائجه الاقتصادية والتنموية القوية ،وللاستراتيجية الملكية “الجيل الاخضر ” الممتدة من 2020 ـ 2030 كثمرة لهذا المخطط .

إن انشغال النخب المكناسية خصوصا السياسية منها بمصالحها الشخصية ،وحساباتها الضيقة ، وترددها في بناء فضاء خاص بالمعرض الدولي للفلاحة عوض فضاء صهريج السواني، الذي يخضع للترميم والتأهيل في إطار المشروع الملكي لتثمين المدن العتيقة،جعل من عودة هذه التظاهرة حلم يرواد كل المكناسين والمكناسيات ،بل أدخل معظمهم لدائرة الشك في إعادة تنظيمه بعلّة استنفاد المعرض الفلاحي لأسباب وجوده ..، خصوصا وأن النخب المكناسية التي تسهر على تدبير وتسيير العاصمة الاسماعيلية منذسنين ،تتفنن في ضياع المهرجانات والملتقيات وفرص التنمية ..،ولها سوابق كثيرة مماثلة ،كضياع المهرجان الوطني للمسرح بعد 16 سنة  من تنظيمه بمكناس إلى مدينة تطوان ،وضياع معرض الفرس …يتبع