قلم الناس:طنجة
بقلم :ذ- عزيز النوالي
تعتبر الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها منتدى بدائل المتوسط بافتتاح مكتب جهوي بطنجة من أهم الخطوات الإدارية والإستراتيجية للمنتدى بعدما قام باختيار مدينة البوغاز مقرا لفرعه الإقليمي بشمال المغرب. فمنذ الانطلاقة الفعلية للمنتدى سنة 2015 بالناظور، استطاع الإشتغال على جملة من القضايا والموضوعات الإستراتيجية وذات الراهنية فيما يتعلق بمجالات العلاقات الدولية وبناء المشترك الإنساني، ويجعل المنتدى قضية الثقافة على رأس أولوياته ومن خلالها يعالج كل القضايا والموضوعات، وتعتبر القضية الثقافية بالنسبة لمنتدى بدائل المتوسط بمثابة أرضية تنطلق منها كل النقاشات الفكرية والشبابية والاجتماعية والأكاديمية في رحاب المنتدى.
هذا وقد استطاع منتدى بدائل المتوسط أن يلعب دورا طلائعيا في تسويق صورة جديدة حول الشباب المغربي وإمكاناته الثقافية والعلمية والأكاديمية والمدنية، باعتباره شبابا استطاع أن يجمع بين المعرفة العلمية من جهة والممارسة المدنية من جهة، وهذا هو العنصر الذي يميز أعضاء المنتدى ومنخرطيه، وهو ما يجعل منه مؤسسة شبابية نخبوية تستطيع العمل بهدوء وتعالج الموضوعات بعمق وبخلفيات فلسفية وثقافية وبلغة فكرية عميقة، كما استطاع المنتدى أيضا نشر الوعي بأهمية العمل المشترك والتعاون بين كل المؤسسات بخصوص النضال حول القضايا الوطنية خاصة قضية الصحراء المغربية التي تعتبر القضية الأم التي يجب الدفاع عنها واحترامها والعمل من أجل الترافع عنها في كل المناسبات.
كما أن المنتدى قد اشتغل كثيرا على خدمة صورة المغرب بشكل رائع خاصة مع استقبال مجموعة من الشباب والمؤسات والجمعيات المدنية من بلدان مختلفة ويحاول نسج العلاقات الثقافية مع الآخرين كما تنص على ذلك أعراف الديبلومسية الموازية التي يلعب فيها المجتمع المدوني دورا حاسما، كما استطاع المنتدى أن يكون منصة تجتمع فيها الأصوات عبر مجموعة من البلدان عبر العالم والتي وصل عددها إلى عشرين بلدا.
تأسيس مكتب جهوي للمنتدى بمدينة طنجة، قيمة مضافة إلى المشهد المدني والجمعوي بالمدينة، ذلك أن مدينة طنجة بموقعها الجغرافي الإستراتيجي وثقلها الاقتصادي الوطني يمكن أن تلعب دورا مهما في التقارب الثقافي بين الثقافات والحضارات والبلدان والشباب من ثقافات وأديان وأنساق حضارية مختلفة، والظاهر أن إدارة المنتدى لم تخطىء التقدير باختيار لمدينة طنجة (عروس الشمال المغربي) باحتضان المقر الجهوي الأول بالمغرب، وتجدر الإشارة في هذا الصدد أن المنتدى قد بدأ أنشطته العام المنصرم بشكل محترم مع الشباب والجمعيات المحلية، وهو منفتح على كل الشباب والمؤسسات العلمية والثقافية التي تشتغل على قضايا السلام والتعايش والمشترك الإنساني.
