مجلس جماعة مكناس…سقوط الاقنعة

قلم الناس .

بقلم : ذ- يوسف السوحي

تلوح في سماء تذبير الشأن العام المحلي بالعاصمة الاسماعيلية منذ أكثر من سنتين ،غيوم كثيفة في الخطابات وضبابية في المواقف لبعض الاحزاب والكائنات السياسية ، فلا  تستطيع التمييز بين خطاب الاغلبية أو المعارضة ،ولا تسمح لك زاوية الرؤية في ابراز من يحمل سيفه للدفاع عن معاوية ومن قلبه مع علي ..،المهم بعد ثلاثة دورات دستورية عادية لميزانية { أكتوبر 2021 إلى أكتوبر 2023 } مجلس جماعة مكناس،يتضح بأن رقعة أزمة تنمية مكناس تزداد اتساعا ،و التركة كبيرة والإرث ثقيل جدا والأقنعة متعددة لبعض نواب الرئيس،بل إن هناك عدد كبير  من المستشارين جاؤوا للأسف الشديد إلى المجلس بسبب حادثة سير انتخابية خلاصة وقائعه تمت يوم 8 شتنبر 2021،وفصّلت لهم جلابيب أكبر من مقاصهم …،فإزدواجية الخطابات السياسية لبعض” المعمرين “من المنتحبين و نواب الرئيس  المنتهية صلاحيتهم  السياسية أضحت مكشوفة ،ورائحة الفساد والابتزاز ببعض التفويضات..، تفوح من ثيابهم ،والرغبة الجامحة في قضاء المصالح الشخصية واغتناء على حساب المال العام لكبار المنتخبين واضحة وضوح الشمس في نهار جميل ، والانسياق  خلال الدورات نحو التفاهات ووراء الجزئيات والمزايدات المجانية والافلام الهيتشكوكية ،هي أبرز سمات سنتين من التسيير والتدبير  لهذا المجلس القزحي المتعدد الألوان و المتضارب المصالح ،فمن العبث أن تتحدث بعض الفرق السياسية بمجلس جماعة مكناس ،تقودها شخصيات معروفة لها ما لها وعليها ما عليها ،في جلسة دستورية عن شخص أو أشخاص له أو لهم علاقة بالرئيس،وتتبادل في جلسة دستورية الاتهامات بالفساد والرشوة ،وتطرح غسيل بعض الامو الشخصية للعلن ..،عوض مناقشة الأفكار وطرح البدائل وابتكار الحلول للمشاكل والعراقيل التنموية الحقيقية المتراكمة منذ عقود من الزمان ،ومن العيب توظيف سياسة الوعد والوعيد للتصويت على الميزانية من طرف منتخبين  دون مناقشتها ودراستها بشكل عميق وواقعي،ومعرفة أثارها وانعكاساتها على ساكنة المدينة،بل من العبث عدم حضور بعض كبار المنتخبين من المعارضة والاغلبية لدورة الميزانية..،وهو الامر الذي سمح لبعض الكائنات الانتخابية كي تفرض سلطة الوصاية على المجلس،ومحاولة الالتفاف على الحقيقة المرة،لان مشاكل الانارة والحفر والفساد المستشري في جل الاقسام والمصالح …،هي حقيقة مرة ،يعرفها القاصي والداني بمكناس ،وليست وليدة اليوم  ،وعلى السيد جواد باحجي تحمل المسؤولية في حلّها وفك طلاسيم صفقاتها وكشف أصحابها للرأي العام ،وتحديد المسؤوليات وربطها بالمحاسبة ،كما لا يحق لبعض النواب فرض هيمنتهم على بعض التفويضات التي تسيل لعاب المنتخبين،وتفوح من مطبخها  رائحة  الفساد والارتشاء والزبونية في التوظيف ..،وتخلق نوع من الصراعات بين النواب نفسهم،وتؤثر على أداء المجلس برمته ،كما أن حديث الاغلبية باسم الشارع المكناسي ،وهي لم تنجز على أرض الميدان أي شيء يذكر،خصوصا وأن برنامج عملها  لم يخرج بعد للوجود والذي ستحاسب عليه بعد أربع سنوات من الان ،إنسجاما مع القانون التنظيمي 14 ـ 113 ،الأمر الذي يفسر كل هذا التهافت من أجل التستر على الحقيقة المرة ،واهدار الزمن السياسي للمكناسيين والمكناسيات،بكثرة نقاط “النظام” خلال كل دورة،والتي تتحول الى مداخلات وترهات ضدا على القانون والنظام الداخلي للمجلس،وفي الاخير وفي مشهد دراماتيكي يصادق ويصوت الجميع على النقاط ..

إن ما نلمسه اليوم  في دورات مجلس مكناس،من  نفاق اجتماعي ومهاترات كلامية،ومزايدات سياسوية لبعض المنتخبين،يكشف حقيقتهم ،اولئك الذين ألفوا تغيير القبعات والاقنعة حسب المناسبة والظرفية و السباحة في الماء العكر والاصطياد في البرك والمستنقعات الاسنة ،ودفع ضعاف التجربة من المنتخبين ،إلى خوض معارك “دونكيشوتية” بالنيابة،فتاريخهم الاسود في تسيير وتدبير شؤون ومؤسسات الحاضرة الاسماعيلية،لا يمكن أن تخفيه مثل هذه الحركات البهلوانية والبطولات الورقية،التي يقومون بها قبل أي دورة  …ونعدكم بالعودة اليها وكشفها وتبيان اسرارها لاحقا .

إن ما يجري ويدور في الكواليس وصالونات السياسة  المكناسية،أكبر مما نشاهده خلال الدورات بقاعة مركب الاوقاف ،تؤتتها مشاهد وتدخلات سياسية فنتازية،تاليها انسحابات فردية او جماعية بايقاعات فلكلورية “وبرباكندا “اعلامية متجاوزة،تطرح علينا العديد من الأسئلة من قبيل ،من المستفيذ من كل هذا ؟ومن هم المدبرون الحقيقيون لمثل هذه التصرفات ؟

إن الحديث بمناسبة او بغير مناسبة عن وجود السمسرة  في صفوف بعض المنتخبين و داخل أقسام ومصالح وصفقات الجماعة ،ليس أمر جديدا على دهاليزها،بل يشهد تاريخ المدينة عن تفاصيله ورموزه،التي لازالت الى اليوم تتحمل المسؤولية بداخله،أما الحديث عن وجود سماسرة من خارج المجلس ،ومحاولة ربطها بأشخاص تربطهم علاقة ببعض نواب الرئيس ،فهذا أمر لايجادل فيه إثنان عاقل، ،لأن مفاتيح اللعبة يمتلكها كبار المنتخبين ،الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف،في مشروع تصميم التهيئة،والرخص الاستثنائية بقسم التعمير والأشغال والممتلكات والتذبير المفوض ..،أما الباقي يظل مجرد رويات من ألف ليلة وليلة…