في الصميم : عامل اقليم الحاجب… مامصير “ناس الموقف” في زمن كورونا؟

بقلم:ذ ـيوسف السوحي

أسعد الله صباحكم السيد عامل صاحب الجلالة على اقليم الحاجب .

أكاتبكم وعندي اليقين أنكم  من طينة الرجال الوطنين، الذين يوجدون الان في الصفوف الامامية في حربنا ضد جائحة كورونا، في كل ساعة بل كل ثانية تعيدون قراءة فنجان اقليم الحاجب ،وتسألون عن أحوال ساكنة يرواح عددها حسب احصاء 2014 ،ب 240.016 وتمتد على مساحة2.135 كلم مربع ،في 12 جماعة قروية،و4 جماعات حضرية ،من باب مسؤوليتكم  الادارية والامانة العظمى التي تحملونها ،وأقسمتم عليها أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس،غايتها خدمة الساكنة بكل أمانة واخلاص،نشاهدكم وأنتم تقومون بحملات التحسيس والتعقيم هنا وهناك،بالرغم من ضعف وهشاشة الامكانيات المالية للجماعات الترابية ،وضعف أداء أغلبية المنتخبين…،نسمع  بعدد اجتماعاتكم مع روؤساء  المجالس المنتخبة ودعوتهم للمساهمة في صندوق مكافحة الوباء ،وتخصيص ميزانية للتعقيم وشراء المواد الاساسية ،ولمسنا تحرك مختلف المصالح الخارجية بنسب متفاوتة بين مدينة الحاجب،وتاوجطات واكوراي وسبع عيون ، وتعبئتكم من أجل تطويق جائحة كورونا ،كل هذا جيد ولا ينكره إلاّ جاحد ،لكن  سيادتكم لم تسمعوا عن عدد كبير من الاسر تعاني في صمت،ليس بسبب كورونا ولكن بسبب الجوع ،عطّلت عجلة تنميتها والبحت عن قوتها اليومي بسبب الحجر الصحي،فئة اجتماعية “ناس الموقف ” واسعة باقليم الحاجب تشتغل في الحقول والضيعات التي وزعت بطريقة “باك صاحبي” على البرلمانين وأصحاب النفوذ في عهد من سبقوكم،وهو ملف الاراضي السلالية رائحته لا زالت لم تغادر مطابخ الرباط،هذه الفئة التي تحاول أن تخفي بؤسها وشقاءها وتستيقظ باكرا حتى لا يراها أحد،ونسائها لازالوا يرتدون قناعا على وجوههم (ننجى)يشتغلون بدون حسيب ولا رقيب في ظروف قاسية وغير انسانية ،هم اليوم في حالة عطالة مفروضة،وتحت اقامة اجبارية لهذا الفيروس القاتل ..، ليبقى سؤال من يعيل هذه الاسر السيد العامل يفرض نفسه بالحاح ؟بل من يسكت أطفالهم الذين لا يفهمون معنى كورونا،من حر الجوع والحرمان؟ ليس ذنبها أنها أسر غير مسجلة في الصندوق الوطني الضمان الاجتماعي، لأن الحكومة تعتبرهم أصوات انتخابية ولازالت تتعامل مع قطاع الفلاحة بنوع من الارتجالية ، بل حتى بطاقة رميد لم يكن لذيهم الوقت لأعدادها بكثرت ما سمعوا عن فشلها و أعيان وتجار يحتمون بها.

السيد العامل وأنتم في الصفوف الامامية للحرب على جائحة كورونا،ألم تشعرون بالجوع ولو للحظة معينة؟هذا الشعور الذي يفرغ الانسان من انسانيته،شعور قاسي ومؤلم على صاحبه وعائلته ،ويدفعه دفعا للمذلة و الهوان والسؤال،ويطرح أكثر من علامة استفهام  هل هو عذاب كما في قوله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( النحل 112) . أم ابتلاء  من الله كما  قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ( البقرة 157)، فهل ترضون ل”ناس الموقف ” هذا الموقف ؟فمابال هذه الاسر التي توجد اليوم في قاعة انتظار كبيرة إسمها الحجر الصحي ،لا يعلمون متى ينتهي كابوسه المرعب،فالحقيقة الساطعة أنهم لايؤمنون بتطلعاتكم ولايلتفتون لتحركاتكم وغير مقتنعين بصعوبة الاجراءات الادارية …،بل هم ينتظرون حلول عملية ،تحترم  ما تبقى من انسانيتهم في زمن الكورونا  مصداقا لقول الشاعر

حتى الكلاب إذا رأت ذا غنية ****** انحنت إليه و حركت أذنابها
و إذا رأت يوما فقيرا عاديا ****** نبحت عليه و كشرت أنيابها

أ