في الصميم : طوبى لمن أشعل شمعة ليضيئ عتمة أزمة كورونا.

بقلم :ذ ـ يوسف السوحي

أكيد أن هناك مئات العبر والدروس التي سنخرج بها من أزمةجائحة كورونا ، والمؤكد أن هناك حقائق ثابتة كشفت عنها هذه الازمة ،كما أسقطت القناع من على وجوه العديد من السياسيين والاقتصاديين والرياضيين والفنانيين …الذين كانوا يتشدقون بالوطنية ،وكتب مصطفى أمين يقول: أن «هناك جانب مضىء فى الكوارث»!  ويرى أن الكارثة تقوم بتبصير الإنسان بما يجهله. ويقول: «وجدت أطهر الناس فى أشد الأماكن عتمة»! ويستطرد: «فى الكارثة قد يمد لك إنسان لا تتوقعه يدًا للمساعدة»، كما أن هذه الجائحة جعلتنا نجلس اضطراريا فى البيت وهي وقفة تساعد على الاقتراب الحميم بين أعضاء الاسرة والعائلة الواحدة، وهذه إحدى النقاط المضيئة. وأحياناً فرصة لمراجعة أجندته وأفكاره ويتأمل حياته ويكتشف أننا بعيدين كثيرا عن اللهلعتاب تأخر كثيراً وكانت نتيجته الصلح والوئام. وهذه نقطة مضيئة فى مصيبة. من الممكن أن يتأمل إنسان حياته ويكتشف أنه ابتعد كثيراً عن الله ، وهذه  فرصة للعودة للصلاة والتذبر والشكر  والحمد على كل حال والاقتراب من الله رب هذا الكون ، كما أن جائحة كورونا دفعت المغاربة إلى تصحيح أفكارهم المسبقة عن قطاع الصحة والأمن والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحليةوالجيش،بل حتى في السياسة وبعض السياسين ،هؤلاء يجب أن نصفق لهم ونحييهم ونرفع لهم القبعة إحتراما وتقديرا لكل المجهودات التي يبذلونها في سبيل راحة المواطنين،كيف لا وهم يخاطرون بأنفسهم في سبيلنا ويسهرون في هذه الاجواء الباردة من أجل أمننا وأمن صحتنا.

كما أشد بحرارة على كل من ساهم في صندوق مكافحة كورونا ،وكل من فتح فنادقه و إقاماته ورياضاته لاستقبال هؤلاء الابطال ،رجال ونساء الصحة،ووفر لهم الراحة بهدف خدمة المواطن ،وكل من ساهم في التقليص من تداعيات جائحة كورونا،خصوصا تلك المبادرات الفردية والجماعية لبعض الاشخاص والجمعيات الرامية لتقديم  المساعدة للمشردين وتوفير اقامة لهم وكذا توفير المواد الغذائية للاسر الفقيرة والمعوزين ،مبادرات تستحق التنويه والتشجيع ،وهنا نطالب من المجالس المنتخبة أن تساهم في راحة كل هؤلاء الابطال وتوفر لهم الاقامة والتغذية وكل سبل الراحة،حتى يعملون في ظروف مناسبة ،ونطالب من الاحزاب السياسية والنقابات المهنية والتعاضديات … أن تنزل برامجها الاجتماعية ،وتطالب البرلمانين ورؤساء الجماعات التابعين لهذه الاحزاب على المساهمة في تذبير شؤون الاسر الفقيرة،وتوفير المؤونة والمواد الاساسية والتوعية والتحسيس…

إن أزمة جائحة كورونا ستمر مثل سحابة صيف بسلبياتها وإيجابياتها،وستترك بكل تأكيد بصماتها على حياة كل من عايشها ،وسيظل التاريخ شاهد على كل المواقف ،فطوبى لمن أشعل شمعة في عتمة أزمة كورونا.