في الصميم :تأخر الاجراءات وغياب المبادرات ..قد يعمق أزمة كورونا.

بقلم :ذـ يوسف السوحي

يوصينا القرآن الكريم والسنة النبوية بإيلاء عناية كبرى في إعداد الأمة وتربيتها على خلق المبادرة، فبالمبادرة للخير يتحقق رضا الله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طـه: 84]، وبالمبادرة تفتح لك أبواب الجنان: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133]. لكن للاسف الشديد نلاحظ نوع من التردد والتاخير في اخد العديد من المبادرات ، فمن جهة وبالرغم  من توفر الامكانيات المالية الباهضة في صندوق جائحة كورونا ،الا أنه يلاحظ تباطئ الحكومة  في اخد القرارات الصائبة التي تتماشى وما تقتديه المرحلة ، في شراء التجهيزات المخبرية واليات الكشف السريع ،وتجهيز كل مستشفيات المدن بالمختبرات والالات ، وكذا تذبير الشق الاقتصادي بالنسبة للمقاولات والشركات المتضررة من الفيروس ،ومن جهة أخرى بالنسبة لمختلف الفاعلين في المجتمع المغربي،أين دور المجالس المنتخبة في مدى يد العون بالنسبة لفقراء ومحتاجين الجماعات؟أين البرامج  الاجتماعية للاحزاب السياسية ؟ أين هي لجن وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟ .

لقد أرجع البروفسور أحمد بلحوس، أستاذ التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء،سبب ارتفاع عدد الوفيات بنسبة 6،5 في المائة في صفوف المصابين بفيروس كورونا،مقارنة مع النسبة العالمية (4,5) إلى تأخر” التشخيص حيث يكون استقبال المرضى بعد أن وصلوا إلى مستويات متقدمة من قصور التنفس الحاد”وكذا ضعف إمكانيات التشخيص في المغربـبالاضافة إلى وجود فقط مختبرين بالبيضاء والرباط يوفران ما يقارب 250 تحليلة يوميا فقط. وهذا رقم ضعيف بالمقارنة مع دول متقدمة (كوريا الجنوبية مثلا) التي تستطيع القيام ب 12000 تحليلة يوميا”.

إن هذه المرحلة التي يمر بها المغرب، تحتاج أخد المبادرات بالسرعة نفسها التي ينتشر بها فيروس كورونا في مختلف جهات المملكة،وعلى الحكومة اعطاء الضوء الاخضر للمجالس الجماعية والاحزاب السياسية وللشركات الكبرى وللأعيان …،من أجل التنفيس على المواطنين ودعمهم بالمواد الاساسية الانية ،توزع تحت اشراف السلطات المحلية ،عوض الاغتماد على بطاقة رميد،وما سيترتب عنها من خرق للحجر الصحي وفوضى في التواصل ، كما يجب تفعيل العديد من اللجن والمؤسسات ،خصوصا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،والهلال الاحمر والجمعيات الوطنية الكبرى …كجسر للتواصل مع الساكنة  والتوعية وتوظيف كل الامكانيات المالية ولوجيستيكية التابعة للمكاتب الوطنية والمؤسسات المنتخبة والمختبرات الطبية التابعة للقطاع الخاص.