في الصميم :استمرار ارتفاع أسعار المحروقات يثقل كاهل المغاربة .

بقلم : ذ ـ يوسف السوحي

في طي كل نقمة نعمة،ففي الوقت الذي خلق فيه وباء كورونا الهلع والرعب بسبب سرعة انتشاره في كل بقاع العالم،والاثار الخطيرة المتعددة الاوجه التي ستلحق العديد من الدول ،بما فيه المغرب ،لكن من حسنات مرض كورونا،انخفاض أسعار المحروقات في السوق الدولية و انهيار البورصات العالمية ،بعد أن خفضت السعودية أسعارها الرسمية لبيع الخام، ووضعت خططا لزيادة كبيرة في إنتاج النفط الشهر المقبل، لتبدأ “حرب أسعار” حتى في وقت يتسبب فيه انتشار فيروس كورونا في تآكل نمو الطلب العالمي.وتراجعت الأسعار بنحو الثلث عقب تحرك السعودية بعد أن رفضت روسيا تنفيذ خفض كبير آخر للإنتاج اقترحته أوبك لتحقيق استقرار في أسواق الخام التي تضررت بفعل مخاوف من التأثير الاقتصادي لهذا الفيروس ،لكن السؤال الذي يقلق المغاربة هو بقاء اسعار المحروقات على حالها ،دون اي تحرك من الحكومة،في الوقت الذي نرى فيه هبوط صاروخي لهذه الاسعار في كل دول العالم،كما يطرح العديد من المهتمين بالسوق المالية المغربية ،سؤال حول الاثار الايجابية لانخفاض الاسعار العالمية على المالية المغربية ؟وبالفعل يؤكد أغلبيتهم بأن المغرب أحد المستفيدين الرئيسيين من انهيار أسعار النفط، بالنظر لتكلفة الفاتورة الطاقية وضغطها على الميزان التجاري والاحتياطي من العملة الصعبة.

والفاتورة الطاقية وصلت خلال السنوات الأخيرة لحوالي 90 مليار درهم، وهي قيمة الواردات من المنتجات البترولية، مما يعمق عجز الميزان التجاري ويضغط سلبًا على  الاحتياطي من العملة الصعبة.

كما ذكروا، أنه إذا استمرت أسعار النفط في انخفاضها، أو على الأقل في مستواها الحالي فيمكن ألا تتجاوز الفاتورة الطاقية 60 مليار درهم، مما يخفف نسبيا من العجز المركب للميزان التجاري وميزان الأداء…،لكن في ظل التدعيات  الاقتصادية الخطيرة لوباء كورونا وقلة الامطار التي تهدد الموسم الفلاحي ،من حق المغاربة أن يطرحوا سؤال حول ايجابيات انخفاض اسعار المحروقات دوليا على السوق المحلية وعلى الرواج التجاري ، وأن يرقى أي تغيير مسجل في الأسعار لطموحات المواطنين، فضلا على أنّ من حقهم أن يجدوا التفسير الموضوعي والمنطقي لتركيبة الأسعار والتفاعل الحكومي بشكل سريع معها.