دينامية متجددة في العلاقات المغربية الروسية..

  • بتاريخ : أبريل 8, 2025 - 2:47 م
  • الزيارات : 171
  • قلم الناس: متابعة

    عكست المحادثات الأخيرة التي جمعت أمس الاثنين بموسكو بين الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، وسفير المملكة المغربية لدى موسكو، لطفي بوشعرة، دينامية متجددة في العلاقات المغربية الروسية، تقوم على الحوار السياسي المنتظم والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية. وعلى الرغم من الصيغة الدبلوماسية التي صيغ بها البيان الروسي المقتضب عقب اللقاء، فإن التوقيت والسياق السياسي يشيران إلى أبعاد أعمق لهذه المحادثات، خاصة أنها تأتي قبيل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن حول نزاع الصحراء.

    وتشهد العلاقات بين الرباط وموسكو تطورا لافتا في السنوات الأخيرة، حيث تحاول كلا العاصمتين الحفاظ على توازن دقيق بين مصالحهما الثنائية والانخراط في ملفات جيوسياسية حساسة مثل النزاع في الصحراء المغربية. فروسيا، بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن، تحتفظ بموقف تقليدي قائم على الحياد المعلن والدعوة إلى الحل السلمي.

    من جهتها، تدرك الرباط أهمية الانفتاح على موسكو كفاعل دولي مؤثر، خصوصاً في ظل التحولات التي تعرفها التوازنات داخل مجلس الأمن، وتصاعد التوترات بين القوى الكبرى، ما يجعل تنويع الشركاء الاستراتيجيين خياراً دبلوماسياً عقلانياً للمملكة.

    وتأتي اللقاءات الدبلوماسية المغربية الروسية في هذا السياق، لتشكل فرصة لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية حساسة، وعلى رأسها قضية الصحراء التي تظل أحد الملفات الجوهرية في السياسة الخارجية المغربية.

    وتتزامن هذه الاتصالات مع زيارة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا للمنطقة في أبريل الجاري، والتي يُنتظر أن يعرض مخرجاتها أمام مجلس الأمن يوم 14 أبريل. وفي هذا الإطار، يمكن قراءة اللقاء المغربي الروسي كجزء من تحركات دبلوماسية استباقية تهدف إلى ضمان توازن المواقف داخل المجلس.

    وتظل العلاقات المغربية الروسية قائمة على مبدأ البراغماتية المتبادلة، مع هامش من التحفظ السياسي المرتبط بتباين المواقف في بعض الملفات الدولية، غير أن التواصل الدبلوماسي المنتظم، كما عكسته محادثات بوغدانوف وبوشعرة، يشير إلى حرص الطرفين على بناء أرضية تفاهمات تسمح بالحفاظ على مصالحهما الحيوية، دون الدخول في صدامات أو انحيازات حادة، خصوصاً في منطقة تتسم بتعقيدات جيوسياسية متزايدة.