خالد تعرابت الرجل الهادئ الذي تولى بنجاح قيادة سفينة الكوديم .

قلم الناس : بورتريه

بقلم : ذ – يوسف السوحي

تعيش ساكنة العاصمة الاسماعيلية العاشقة لمختلف الأنواع الرياضية… ، منذ سنوات على أمل العودة للتتويج وحصد  الكؤوس والبطولات ،وتحقيق حلم الهروب من براثن قسم الهواة والصعود لمصاف البطولة الاحترافية،حلم أصبح اليوم  حديث الشارع المكناسي بامتياز،بفضل حنكة وكفاءة خالد تعرابت رئيس جمعية النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم وفريقه في المكتب المسير ،رجل هادئ حظي  قبل سنة بثقة المنخرطين خلال أشغال الجمع العام الاخير  ،حيث أسندت له مسؤولية قيادة سفينة الكوديم ،ومواجهة أمواج مخلّفات الماضي ،وضعف الامكانيات المالية للفريق ،وولع وعشق الجمهور المكناسي للكرة المستديرة…،تولى القيادة في ظروف صعبة،لم يكن أكبر المتفائلين يتوقع نجاحه وضمان استمراريته ،اشتغل في صمت بعيدا عن الاضواء ،مؤمنا بكون الكوديم مكانه في البطولة الاحترافية إلى جانب الاندية الكبيرة التي صنعت تاريخ كرة القدم المغربية ،وليس في قسم الهواة ،كما قطع على نفسه منذ الوهلة الأولى ،وعدا يقضي بعدم العودة للحديث عن إكراهات وأعطاب الماضي ،متجاوزا كل الاخفاقات والاختلالات ومقتنعا بأن العمل الجماعي الاستراتيجي والاحترافي هو السبيل الوحيد والناجع ،لتحقيق النتائج الايجابية في المستقبل القريب ،وبالفعل استطاع تعرابت إبن مدينة الخميسات ،بفضل تجربته الكبيرة في مجال التسيير والتدبير المؤسساتي ،وبحسه الوطني و تضحيته ومصداقيته وسخائه في تقديم الدعم المالي ،وتكوينه العلمي في مجال المقاولات والبناء والأشغال العمومية،ان يشيّد جسور الثقة بين الكوديم وأبنائها ومنخرطيها وأنصارها ، وبين مؤسسات الدولة ،على رأسها عامل عمالة مكناس و المجالس المنتخبة محليا وإقليميا وجهويا ،وأعيان المدينة وشركات القطاع الخاص ،ثقة تمخض عنها استقرار الفريق تقنيا وإداريا ، ونتائج يمكن إعتباره الأحسن هذا الموسم الرياضي منذ نزول الفريق لقسم الهواة ،بتكلفة عادية مقارنة مع المنافسين على الصعود .

إن احتلال فريق النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم  اليوم ،للمرتبة الثانية  في سبورة الترتيب ،وعلى بعد 6 مقابلات من نهاية البطولة،يعدّ إنجاز غير مسبوق ،وحافزا قوّيا  لتحقيق حلم الصعود ،بتظافر جهود كل الغيورين على مكناس ،والعمل على توفير الدعم المعنوي والنفسي والمادي لهذا الرجل ومكتبه المسير،بهدف إخراج سفينة الكوديم إلى برّ الأمان.