قلم ✏️ الناس
حين يتحول الحارس إلى طبيب.. والمرضى ضحايا الانتظار
ونحن نراقب عن كثب جولات وزير الصحة المغربي وهو يقوم بزياراته شبه المفاجئة لمختلف مستشفيات المملكة للوقوف على الوضع الصحي الحرج، المغرب الذي يحتل المراتب المتأخرة عالمياً في ترتيب جودة الخدمات الصحية، خصوصا بعد الاحتجاجات التي قام بها نشطاء محليون بمدينة أكادير أمام مستشفى الموت، بعدما فارقت 8 نساء الحياة وهن يضعن حملهن بقسم الولادة بهذا المشفى في ظرف شهر واحد فقط. وأمام سكوت المصالح الإقليمية والجهوية للصحة، وأيضاً عدم فتح أي تحقيق من طرف النيابة العامة بأكادير، خرج نشطاء محليون وفعاليات مدنية للاحتجاج.
وكالعادة، المصالح المختصة لا تتحرك إلا إذا كان هناك احتجاج أما دون ذلك فلا تتحرك.
أمام هذا الوضع يعود سؤال ليطفو من جديد، وهو أمر اعتاد عليه المواطنون عند ولوجهم لأي مستشفى عمومي: أول ما يصطدمون به هو حارس الأمن بالبوابة، الذي يعمد أولاً إلى معاملة المرضى كأنهم تطفلوا عليه وجاؤوا إلى بيته لا إلى مشفى حكومي.
وثانياً، على الرغم من أنه حارس أمن فقط يطلب منهم معلوماتهم الشخصية وحالتهم الصحية وربما صور الأشعة ويقرر من تلقاء نفسه وحسب مزاجه في ذلك اليوم أن يسمح لك برؤية الطبيب أو يمنعك.
كما أنه في حالة طلبت منه الدخول، يمكنه أن يعمد إلى سبّك وشتمك، وإن سمحت الظروف قام بضربك، وهذه ليست مبالغة وإنما واقع يعيشه المرضى بشكل يومي في مختلف مستشفيات المملكة.
والآن في حالة إذا سمح لك “النمرود” بالدخول بعدما يكون قد أهانك وذكرك أنك بمكان غير مرغوب بك، يمكنك بعدها المرور لتبدأ رحلة محاولة البقاء.
وهي على الشكل التالي: لنفترض أنك مريض قلب يتعين عليك في البداية أن تكون محظوظاً للغاية، لأن نسبة وجود الطبيب في المشفى أثناء دوامه تقدَّر فعليا بحوالي 10 في المئة وربما أقل إن كنت بمدينة مثل مكناس أو خريبكة أو تطوان، واللائحة طويلة.
ولنعتبر أنك محظوظ ووجدت الطبيب فاعلم أنك أيضا ستجد طابورا طويلا يكلفك فعليا ساعات وساعات.
وفي حالة حصلت أخيرا على فرصة لرؤية الطبيب، فلا تنس سيدي المواطن أنني قد أخبرتك في البداية أنك في بلد يصنف الأخير في جودة الخدمات الصحية، بما معناه أن الطبيب ربما ستجده فردا واحدا في مكتب به مكتب خشبي فقط أي لا توجد أي آلة غير هاتف الدكتور الذي يستخدمه في معرفة أخبار أبنائه.
بالمختصر المفيد: أنت في مكان يشبه العدم أغلب الأقسام لا يوجد بها أي معدات طبية، مع قلة الكوادر البشرية.
وهنا ومن أجل عدم الإطالة تنتهي رحلتك في مشفى عمومي بالمغرب، وربما لكي أكون قريبا منك قد أخبرتك عما شهدته بنفسي بمشفى محمد الخامس بالعاصمة الإسماعيلية مكناس.
إرسال تعليق