باحجي..مفتاح للحل أم مفتاح للأزمة ؟

قلم الناس : نأسف للإزعاج

بقلم : ذ – يوسف السوحي

عقب الإنتخابات الجماعية المغربية ل 8شتنبر 2021 ،تسلّم جواد باحجي الرئيس  المنتخب الجديد لمجلس جماعة مكناس عن حزب التجمع الوطني للأحرار والمقرب جدا كشخص من رئيس الحكومة عزيز أخنوش ،في إطار البرتوكول الجاري به العمل في مثل هذه المناسبات ،من خلفه الرئيس السابق عبد الله بوانو  أحد القيادات السياسية المعروفة بحزب العدالة والتنمية ،مفتاح تسيير وتدبير العاصمة الاسماعيلية ،مشهد يوثق لمرحلة تاريخية مفصلية لهذه المدينة السلطانية ،التي تعيش اليوم بفضل مجلس باحجي تراجع خطير في مختلف المجالات التنموية ،الرياضية،الثقافية،الاجتماعية ..، بل وصلت بها الازمة إلى حد العجز على فك طلاسيم الانارة العمومية وخلق انسجام بين مكونات المجلس ، والتي من شأنها بعث الثقة لدى المكناسين والمكناسيات في مستقبل أفضل .. ،بالفعل تدور عجلة التنمية بمكناس اليوم ضد عقارب الساعة ،بعدما رسمت المجالس السابقة بعض معالمها ،وبالرجوع إلى الدفاتر التاريخية للحاضرة الاسماعيلية ،وبالضيط لسنة 1992 ،نجد أن الساكنة عايشت  جيلا جديدا في الحقل السياسي أنذاك ،متكون من مجموعة من الاطر السياسية والكفاءات العلمية والادارية العالية،وعلى رأسهم المرحوم الطيب بن الشيخ، الوزير السابق في عدة قطاعات ورئيس للجماعة  الحضرية الاسماعيلية ورئيس للمجموعة الحضرية ،والدكتور أحمد العلمي وزيرالصحة سابقا كرئيس للجماعة الحضرية حمرية ،والوزير السابق إدريس التولالي كرئيس للمجلس الاقليمي  وصولا للدكتور عبد الله بووانو رئيس لجنة المالية في مجلس النواب ورئيس لمجلس جماعة مكناس ،فضلا عن ولادة مجموعة من الشباب المنتمي للاحياء الشعبية والتوّاق لممارسة السياسة كفن نبيل والمشاركة في تذبير وتسيير الشأن المحلي بالمدينة،وقد لمست انذاك ساكنة مكناس، رغبة رؤساء الجماعات السالفي الذكرفي تأطير ومد يد المساعدة للشباب ،بغاية تسليمهم مشعل القيادة السياسية بالعاصمة الاسماعيلية،كما تمكنت هذه الشخصيات من خلق جو سياسي مشمول بالديمقراطية سمح بالمشاركة الفعلية لأغلب الفئات المعنية بالمناطق الهامشية ،او المرتبطة بشكل مباشر او غير مباشر بعملية تذبير الشأن المحلي بالعاصمة الاسماعيلية ،وذلك من خلال القرار الجيد الذي اتخذوه في شأن مدينة مكناس داخل المجال الحضري والقروي ،والمتعلق باحداث مخطط توجيه التهيئة العمرانية مشمول برؤية استراتيجية واضحة وطموحة،وبالدقة والحكمة،والمنجز انذاك من طرف المهندس “ميشيل بانسو “والذي تمحور حول سبعة محاور رئيسية متمثلة في:

1ـ إحداث فضاء للوجيستيك وتكنوبول سايس.

2ـ تهيئة الاراضي العسكرية الشطر الاول.

3ـ مركز جديد للاعمال.

4 ـ خلق فضاء عمراني مركزي.

5ـ إحداث مناطق سياحية .

6ـ وضع تصميم خاص بالماثر التاريخية بغية تثمين قيمتها التاريخية.

Ad image

7ـ توسعت الاكاديمية العسكرية .

ومن بين المنجزات التي أحدتث انذاك أيضا بمكناس ،من طرف المجالس الاقليمية والجماعات الحضرية في تلك الفترة :

ـ خلق طفرة رياضية في مختلف الرياضات الجماعية والفردية،توجت بفوز النادي المكناسي لكرة القدم بذرع البطولة سنة 1995 .

Ad image

ـ تصنيف مدينة مكناس سنة 1996 من طرف منظمة اليونسكو كتراث عالمي ،والتأثير الايجابي لهذا القرار على خزينة الجماعات الحضرية وعلى القطاع السياحي .

ـ جلب دعم مالي من الوكالة الامريكية للتنمية سنة 1998 بغاية انجاز دراسة لهضبة واد بوكران قصد تحقيق اقلاع  اقتصادي وسياحي حقيقي،والحفاظ على الطبيعة البيئية لهضبة بوفكران،والتي لازالت معلقة للاسف الشديد الى يومنا هذا،ماعدا انجاز مشروع الصرف الصحي سنة 2020 .

ـ تكريس البعد الثقافي والفني للمجلس السابق،بدعم مهرجان مسرح الهواة وخاصة مسرح الحبول الذي تم اقباره ودفنه لما يزيد عن 23 سنة.

ـ إحداث مناطق صناعية  للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبساتين ،سيدي بوزكري ،وجه اعروس ،برج مولاي عمر ..،وخلق فرص للشغل بأعداد كبيرة بكل من مجاط وسيدي سليمان مول الكيفان

ـ إحداث محطة تصفية المياه العادمة والتي بلغت تكلفتها حوالي 120 مليون درهم .

ـ الانخراط الفعلي في برنامج القضاء على دور الصفيح .

كل هذه الانجازات  الهيكلية والاساسية للتنمية المحلية، والتي عرفت تطورا وحركية مع مجلس عبد الله بووانو ، كانت نتيجة توافق مختلف المتدخلين في عملية التنمية،وكانت تتم بدعم مالي ورمزي كبيرين ، لمجموعة من رجالات الدولة كانوا وزراء أو برلمانين أو رؤساء مجالس منتخبة او فعاليات اقتصادية…، ترافعوا من أجل المصلحة العلية للعاصمة الاسماعلية في فترة إمتدت إلى حدود سنة 2019 ، أي قبل  تداعيات جائحة كورونا ،لتدخل بعدها مكناس إلى مرحلة مفترق الطرق،مرحلة التيه السياسي وفقدان الثقة ،و العجز المالي وتفاقم الباقي استخلاصه وتوقف جل المشاريع المهيكلة للمدينة ..،ليبقى السؤال المطروح بإلحاح هل تسلم جواد باحجي مفتاح حل مشاكل العاصمة الاسماعيلية أم مفتاح تعميق الأزمة والقضاء على ما تبقى ؟