الوضع الصحي المتأزم بمكناس يسائل مجلس العمالة .

قلم الناس

بقلم :ذ ـ يوسف السوحي

لن أتحدث هنا عن العرض الصحي الضعيف بمستشفى محمد الخامس  ،والمعاناة اليومية للمكناسين والمكناسيات مع قلة الأطقم الطبية والغياب المتكرر لبعضهم،وضعف الخدمات الطبية التي لاتشرف إنسانية الإنسان بسبب الاكتظاظ والسمسرة في صحة الساكنة ،أما المستعجلات فهي عبارة عن سوق للبشرية توحي لك بشكل يومي على أن مكناس تعيش إما حالة حرب ،أو كارثة زلزال أو ما شابها ذلك من الكوارث الطبيعية ..، أما الخريطة المرجعية المرقعة للمراكز الاستشفائية بعمالة العاصمة الاسماعيلية فهي لا ترقى لمتوسط المعدل الوطني ،بحيث لا تتوفر حتى على الحد الادنى للعلاج،فجزء منها  مغلق  والجزء الثاني لا يتوفر على الموارد البشرية الطبية الكافية،كما هو الحال بمركز تصفية الدم بمستشفى مولاي اسماعيل بمكناس الذي يفتقد لخدمات الطبيب منذ 24 أكتوبر،بحيث نجد 70 مريض أسبوعيا يستفيدون من خدمة تصفية الدم بهذا المركز ، و30 مريض في حالة متابعة، و 7 مرضى في حالة خطيرة، يعيشون اليوم حالة من الرعب النفسي ومعرضون للخطر  بعد ما رفضت الطبيبة المتخصصة الوحيدة لسنوات بهذا المركز ،العودة للعمل وبعد رفض المديرية الجهوية بتعيين طبيب ثاني اسوة بجميع المراكز الوطنية ،بل حتى في المدن  الأصغر من مكناس،فمثلا نجد 3 أطباء بصفرو وأكبر من هذا العدد بكثير بفاس، خاصة بعد الشهادة الطبية التي تقدمت الطبيبة الثانية (طب عام).
،والباقي من المراكز الصحية عبارة عن مراكز للإستماع تعاني نقص حاد في الادوية والموارد البشرية ، تشتغل حسب هوى الأطباء ونزواتهم ..كما هو الحال بالمركز الصحي الوحيد بجماعة شرقاوة قيادة النزالة بني عمار ،والتي تضم أكثر من 19 لدوار ،والذي يتوفر على طبيبة واحدة تشتغل من الحادية عشرة صباحا إلى الثانية زوالا ،وتضم حسب إحصاءات 2004 حوالي 5540 نسمة يعيشون في 909 أسرة..،ليبقى السؤال الجوهري الذي تطرحه الساكنة باستمرار ،أين هو مجلس عمالة مكناس من كل هذا الوضع الصحي المتأزم بمكناس ؟ وأين هي انتقادات وتوجيهات  وتعليمات عبد الغني الصبار عامل عمالة مكناس بخصوص العرض الصحي للمكناسين التي غضب بشأنها خلال دورات المجلس السابق ؟

إن القانون التنظيمي 112 – 14 المتعلق بالعمالات و الأقاليم ،يلزم مجلس عمالة مكناس  كباقي العملات والاقاليم ،من باب  ممارسة الاختصاصات الذاتية المنوطة به في مجال تحقيق التنمية المحلية ،  القيام بمشاريع وتجهيزات القرب وأداء الخدمات الأساسية للمواطنين في مجال الصحة و التعليم و السكن و الثقافة و الرياضة و صيانة المسالك القروية و الحد من الفقر و الهشاشة … كما يلزمه القيام بالحد من التفاوتات المجالية وتحسين الخدمات العمومية المحلية بين مختلف المدن و القرى ، لكن للأسف الشديد ما نراه اليوم بجل الجماعات التربية بعمالة مكناس لايسر عدوا ولا حبيب ،بحيث  نلمس بوضوح الغياب التام للبرامج المحلية وتوقف العديد من المشاريع وتأخر فاضح في المنشأة الصحية والنقل المدرسي … ؛ و هذا ما أدى إلى إفراغ هذا المجلس من جوهره و أصبح مجلس صوري يخدم جيوب بعض المنتخبين الذين يتهاتفون على توزيع المناصب  أثناء تشكيل مكاتب المجالس من أجل الحصول على رئاسة المجلس أو نيابة ، و كما يعلم الكثير من المتتبعين فان انتخاب مكاتب مجالس العاملات والاقاليم  تعرف فسادا لا مثيل له ،بحيث يتم فيه البيع و الشراء و كأنك في سوق “الاحد “الاسبوعي للحاضرة الاسماعيلية .